بحالة من الفرحة والانبهار تابعت مباريات المنتخب المصري الشقيق في أمم افريقيا ومن الوهلة الأولى تأكد لي بأن الفراعنة يسعون لمسح أحزان خيبة الأمل التي صادفتهم وحرمتهم من خطف بطاقة التأهل لكأس العالم وأنهم سيعوضون ذلك بالحصول على الكأس الافريقي وهكذا حدد الفراعنة هدفهم وبلغوه بعد أن بذلوا كل ما بوسعهم وكان أبرز اختيارين صعبين ومواجهتين من العيار الثقيل واجهت الفراعنة قبل الصعود للنهائي هما مباراتي الكاميرون والجزائر وتوفرت لهاتين المباراتين كل فرص الاثارة وتسميم الاجواء بالتصريحات والانفعالات في مواجهة المنتخب المصري فقبل مباراة مصر والكاميرون خرج ايتو بتصريح قوي عندما رفع شعار الفوز بقوله إنه حان الوقت للتخلص من عقدة مصر وكيف أن هذه العقدة قد وقفت في طريق فوزهم بالبطولة 2008 ولكن الفراعنة روضوا الاسود وقهروها بثلاثية مقابل هدف وعندما واجه الاخضر الافيال عبر رئيس الاتحاد الجزائري روراوة عن أمله بتخطي الافيال حتى يتمكن من ملاقاة المنتخب المصري لكي تكون الفرصة متاحة لتأكيد انتزاعهم لبطاقة التأهل لكأس العالم ووسط هذه الاجواء وهذه التحديات خاض المنتخب المصري مباراة الاخضر وحقق فوزاً مدوياً على نظيره الجزائري ولا زال الخضر في حالة صدمة بعد الخسارة الثقيلة والخروج المر. ü والحقيقة الحديث عن إنجاز الاشقاء يطول ولكن أود أن اتناول درساً بليغاً قدمه لنا المنتخب المصري وذلك يتلخص في الطريقة التي تم بها اختيار عناصره التي حققت البطولة حيث ضم المنتخب المصري 23 لاعباً لم يجيء اختيارهم من فرق المقدمة المصرية الاهلي والاسماعيلي والزمالك بل اعتمد في تكوينه على ثمانية اندية هي الاهلي والزمالك والاسماعيلي وانبي وحرس الحدود وبتروجيت والمنصورة والاتحاد السكندري الذي قدم للمنتخب جدو جلاد الحراس والمهاجم الخارق والذي جذب القلوب وسحر العقول. ü ياله من درس كبير وبليغ هذا الذي قدمه لنا المنتخب المصري وهو يعتمد على كل لاعبي مصر بما فيها المنصورة التي ظلت طالع نازل في السنوات الاخيرة ومع ذلك فان الاختيار لم يظلم محمود ابو السعود فاخذ طريقه للمنتخب وبينما يضع الاختيار كل لاعبي مصر فان اختيار منتخبنا يختزل السودان كله في الهلال والمريخ وظل الفريقان يسيطران على كعكة المنتخب وليس من حق أحد أن يطمع فيها. ü اختيار المنتخب السوداني يدلل نجوم القمة ويهمش نجوم الاندية الأخرى في الدوري الممتاز أما نجوم أندية الولايات فلا مكان لهم من الاعراب ويتم تجاهلهم عن عمد مع سبق الاصرار والترصد فمتى نستيقظ من أحلامنا ونوسع رقعة الاختيار؟ ü لقد ظللت أتناول هذه الطريقة الخاطئة في الاختيار للمنتخب ولن أمل من الكتابة فيها حتى لو جف قلمي!!