دعني احتل مساحتك ( صرختك ) للفضفضة والحديث عن حوادث المرور والدماء النازفة في الطرق في السودان جراء تهور بعض السائقين الذين يخلفون وراءهم الفاجعة لأسر الضحايا ، أتصور ان هناك عشقاً بيننا وحوادث المرور ، فمثلا قبل عدة أيام لاحظت في شارع واحد وهو شارع الصناعات وتحديداً بين حي المجاهدين ونظيره حي الإنقاذ في منطقة محصورة أربعة حوادث انقلاب تتمثل في انقلاب لورى ثم عربة صغيرة نصفها على المجرى (مجرى السيل) والنصف الآخر على الإسفلت .ثم عربة بوكس تجاوزت المجرى الذي لا يقل عرضه عن المتر ونصف المتر وذلك بعد اصطدامها به ما أدى إلى انقلابها في الناحية الجنوبية للمجرى بعد أن كانت في شماله .ثم انقلاب شاحنة( بمقطورة) محملة بالعصيرات والمياه الغازية . وفي نفس اليوم نفسه شاهدت بالقرب من الشركة التي اعمل بها في حي المجاهدين دخول رأس شاحنة (قطرة) في منزل حيث تجاوزت الشاحنة السور الخارجي وكذلك الحوش والبرندة ودخلت الغرفة وأحدثت تلفيات كبيرة في المنزل لكن الله سلم الأرواح .هذه الحوادث التي ذكرتها حدثت في شارع واحد فقط وفى مدة بسيطة خلال يوم ونصف اليوم تقريباً .؟ وهنا يدور سؤال شائك من المسؤول عن مثل هذه الحوادث .هل هم رجال المرور أم الطرق والجسور أم السائق مع ملاحظة افتقار معظم شوارعنا إن لم يكن كلها للعلامات المرورية مثال(منعطف خطر الطريق، يضيق من الجانبين، الطريق مقفول أمامك، اتجاه إجباري لليمين) ، واذكر قبل عدة أيام كنت ضمن ركاب هايس وعند وصولنا الى تقاطع السكة حديد مع الميناء البرى توقفت العربة وقال لنا السائق بكل بساطة يا جماعة العربية دي عصايتها (عصاية التعشيق) وقعت أنزلوا لندفعها ونخرجها من الشارع من الشارع وابحثوا عن عربية أخرى .تخيلوا كيف كان سيكون حالنا لو وقعت تلك العصاية والعربة منطلقة بأقصى سرعتها ووسط السيارات . المهم معظمنا لا يتفقد عربته قبل القيادة. وحتى نقطع دابر الحوادث المرورية يجب مراجعة قوانين إعطاء الرخص وكذلك ترخيص المركبات وتعزيز عقوبات مرتكبي الحوادث المرورية .كما أننا نفتقد الحملات التوعوية سواء كانت مسموعة أو مرئية. يذكرني حالنا بقصة سائق شاحنة كان يريد ان ينزل بضاعة في احد المستودعات وقال للمساعد انتبه للشاحنة من الخلف حتى لا تصدم الحيطة أثناء الرجوع للخلف ووقف صاحبنا المساعد والشاحنة راجعة للخلف حتى ( لبع الحيطة جابها الواطة) حينها قال له المساعد بس ولكن بعد خراب مالطا، للأسف نحن في مسافة بعيدة جداً خلف العالم أمورنا كلها ماشية بالبركة والمجاملات والأجاويد والوساطة ،نأخذ كل الأمور ببساطة .إلى متى يا ترى ؟ عبد الواحد الياس ابو كراوي الكلاكلة تعقيب اعتقد ان هناك عشقاً بيننا والحوادث المروية وسوف يستمر هذا العشق حتى تتوقف طاحونة الدماء أصلا في السودان ، اسأل الله ان يعجل بانتهاء مشاكلنا حتى نتفرغ إلى استئصال السائقين المتهورين من شوارعنا ، للأسف كل مقومات الحوادث متوفرة لدينا ، سائقون طائشون ، شوارع تعبانة ، إهمال في صيانة المركبات وعقوبات غير رادعة ، إما رجال المرور في الميدان فينطبق عليهم مقولة ( يا قلبي لا تحزن ) وبعد ده كله كمان بتبكي