من المؤكد أن الذين يتولون قيادة حملات مرشحي الرئاسة سيُركزون على صورة المرشح الذي يسعى للفوز بالمقعد الأول في الدولة، وأكثر المرشحين الرئاسيين ربما يستشهد بقول الشاعر أبو فراس الحمداني، في رائيته المشهورة، أراك عصي الدمع»:- ونحن أناسٌ لا توسّط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر والرئاسة حسناء ما في ذلك شك، وكذلك رئاسة الجنوب وعضوية المجلس الوطني وبقية المجالس التشريعية، والذي حدث من هجوم أو تحرّش أو تخويف أو تهديد أمام منزل الدكتور لام أكول يؤكد بعد نظر (أبو فراس الحمداني) الذي أجمع النقّاد والأدباء والشعراء على مكانته فقيل فيه وعنه: «بُدئ الشِّعْر بملك، وخُتم بملك» وهم يعنون الملك الضليل «امرؤ القيس» و«أبا فراس». نعود لموضوع الصورة، ونعني صورة الرئيس المرتقب أو المرشح للرئاسة لأن الاهتمام بها هو أول مفاتيح الفوز، خاصة إذا كانت الصورة طبيعية وفيها تلقائية أو (حميمية) في التعامل، وستكون أبلغ أثراً إذا ما كان المرشح الرئاسي يبتسم ابتسامة صادقة، حتى وإن كان يرى بعين البصيرة ما قد ينتظره من خصومه الألداء الذين يعملون على تشويه صورته أو يعملون على إبعاده تماماً من مسرح الأحداث مثلما جرى للدكتور لام أكول، لكن مرشحي الرئاسة الذين نعرفهم شجعان وفرسان لا يهابون الموت في سبيل الأوطان، أما الذين لا نعرفهم فلا نستطيع أن نقول عنهم شيئاً.. وربما تقول عنهم صورهم شيئاً.. وأشياء.. والصور مهمة ولها أثرها وتأثيرها، خاصة عندما كان المحبون يتبادلون الصور فقد عاتب الحلنقي محبوبته وقال على لسان وردي: (توعدنا وتبخل بالصورة.. يا غنوتنا.. يا بهجتنا.. ويا مرسى عيونّا المبهورة) واحتج الشاعر الراحل الكبير حسن الزبير عندما طالب المحبوب باسترداد صورته، فقال وهو باك - كعادته رحمه الله - على لسان عبد الله البعيو: (صورتك الخايف عليها، ونحنا ما خايف علينا) ومن قبل تغنى محمود علي الحاج للمحبوب الذي سافر وترك له تذكاراً دافئاً، وقال: (سافر وخلي لي صورة.. للبلد العاليات قصورها)، وأغنيات كثيرة لصور خلدت في أذهان شعراء الأغاني وفي مكتبة الغناء مثل خلود صورة «الموناليزا» أو «الجيوكندا» لليوناردو دافشني. ولو علم المرشحون بأثر الصورة لملأوا الشوارع وكل الفراغات بالصور ذات القيمة.. واستدل على ما ذهبت إليه من أهمية الصورة وما تتركه من انطباع بمقولة لأحد آباء الصحافة العربية الحديثة وهو الأستاذ الكبير الراحل مصطفى أمين الذي كان يؤكد على أهمية الصورة باستمرار عندما قال: (اقرأ الصورة، وطالع الخبر). واستدل أكثر بما طالبني به أستاذنا الكاتب والشاعر الكبير كامل عبد الماجد صاحب (سيد الاسم) الذي استوقفني محتجاً قبل يومين أمام الأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير وطالبني بتغيير صورة هذه الزاوية لأنها (ضاحكة) وكثيراً ما أكتب عن موضوعات لا علاقة لها بالابتسام حتى. دافعت عن نفسي بأن هذه الصورة (بالذات) استخدمها زملائي بعد عودتي معافى بحمد الله من الأردن، ومنذ ذلك اليوم ظلت معلّقة على أستار الصفحة الأخيرة، لكن يبدو أنه قد حان وقت قطافها..!