المسالة الثقافية فى بلادنا تتطور بشكل جيد و يتسع وعاؤها ليشمل كافة الفنون الجميلة فى بلادنا بالقدر الذى ضاعف من زيادة عدد المنابر الثقافية ، و نشط الحراك الثقافى و إزداد إهتمام الدولة بالعمل الثقافى و دعمه و خير مثال لذلك الدعم المقدر الذى وجدته مسرحية «مأساة يرول» فى مشاركتها الأخيرة فى مهرجان الشارقة الثقافى من مؤسسات حكومية عديدة على رأسها المسرح القومى و وزارة الثقافة بولاية الخرطوم و الخدمة الوطنية الإلزامية و جهاز الأمن و المخابرات الوطنى الذى بهرنا بحسن تواصله مع الأوساط الثقافية و الرياضية و كلنا نذكر الفعالية الثقافية الكبيرة التى نظمها الجهاز بداره و التى كرّم فيها أبرز علماء الأمة و مبدعيها و فنانيها و تشكيليها و رموزها فى الحقل الثقافى ، و قد أشادت قناة الجزيرة عبر برنامج «فنجان الصباح »بالجهاز السودانى و وصفت مبادرته بالإنموذج الذى يجب أن تحذو حذوه أجهزة الأمن و المخابرات فى العالم العربى ، و كذلك فإن تواصل الجهاز لم يقتصر على الفعاليات و المهرجانات التى تنعقد و تمضى و إنما أصبح تواصلا مستمرا و قد يكون يوميا و لكن لطبيعة عمل هذه الأجهزة فإن مثل هذه المبادرات لا ترى النور . حرصت على ذكر مبادرات الجهاز بالذات لأدلل على أن العلاقة بين الحكومات الوطنية و المسألة الثقافية و بالذات المسرح هى على ما يرام و ليست سيئة كما يشاع أو كما يشيع بعض رواد المسرح ، و قد خلصت الى هذه النتائج من خلال دراسة للماجستير أعد لها منذ شهور و أنا أبحث و أنقب فى هذه العلاقة التى يجب أن تكون على ما يرام و سيعود ذلك بالخير كله للحركة المسرحية و الحركة السياسية دون أن تتنازل الدراما عن رسالتها و هذا ما يحدث فى السودان حيث تتمتع الحركة المسرحية بكامل الحرية فليس هناك رقابة على النصوص و لا على العروض بل تتكشف للسلطة السياسية العديد من مظاهر القصور فتعمل على علاجها .خلص و أقول أن الدعم ظل موجودا لكافة أشكال العمل الثقافى و لكافة المشاركات الخارجية و الدليل على ذلك كثافتها و تنوعها و يجب أن يقر الوسط الثقافى بذلك و يطوّر من أدوات حواره مع السلطة خدمة لأهداف العمل الثقافى و أن المسألة تحتاج للتنظيم أكثر من إحتياجها للدعم مادام موجودا .. التحية لقرنى و الرشيد و يحيى فضل الله و ديرك الفريد و تهانى الباشا و بقية العقد الفريد من أبطال مسرحية مأساة يرول و مشاركتهم فى مهرجان الشارقة قبل أيام .