عوّل الناقد المسرحي والباحث في التراث شول دينق على المسرح والفنون والثقافة بشكل عام، كعنصر فعال في تحقيق الوحدة والتقريب بين وجدان السودانيين في مختلف أقاليمهم، في بلد أُشتهر بالتنوع الثقافي والعرقي والديني والجغرافي. وأكد دينق لدى استضافته في برنامج "هذا الصباح" على قناة الشروق الخميس، أن الموسيقى والغناء والمسرح والسينما، قادرة على تحطيم حواجز اللغة والمسافات وغيرها بين الناس لأن الفن يقفز مباشرة إلى النفوس والوجدان. وأضاف: "كلما تحرك المثقفون في هذه الاتجاه كلما مدوا جسور التواصل بين القبائل والجهات السودانية لأن الفنون مؤثرة في حياة الناس، والسودان مليء بالحركة الثقافية والفنية". ورأى أنه لا توجد حتى الآن "ثقافة سودانية"، لكن بحدوث الانصهار والحوار بين الثقافات المتعددة بالبلاد، يمكن إيجاد ما نطلق عليه الثقافة السودانية. واستعرض الناقد المسرحي الثراء الثقافي والفني الذي تتمتع به أقاليم السودان، حيث يتميز الغرب بخصوصية الايقاعات بينما تقبع "الحكمة الأفريقية" في جنوب السودان، بجانب الثراء الموجود في الشرق والشمال والوسط. ودعا لإبراز التنوع الثقافي للسودانيين في المحيطين العربي والأفريقي والعالم عبر الوسائط الإعلامية بجانب الاعتماد على المسرح كوسيلة فعالة في ذلك. الدليل "مأساة يرول" ويدلل شول دينق على فعالية المسرح، بمسرحية "مأساة يرول" التي كتبها الخاتم عبدالله وأخرجها السماني لوال وهي مستوحاة، بحسب دينق، من أسطورة حدثت ببلدة يرول في ولاية البحيرات بجنوب السودان. وأوضح أن "مأساة يرول" تحمل الكثير من القيم والدلالات الفنية والجمالية وعندما نقلت إلى خشبة المسرح نافست في مهرجان مسرحي بالخرطوم في 1990، بجانب المنافسة بها في مهرجان القاهرة التجريبي، وفي الدوحة والشارقة، حيث وجدت تفاعلاً لافتاً من السودانيين وغيرهم. وأشار إلى مغادرة فرقة مسرحية سودانية للمشاركة في مهرجان الجزائر بمسرحية "طائر الصدى المفقود". وأكد الناقد المسرحي، أن المسرح يعد أسرع وسيلة للتواصل بين الناس لأنه يعبر بالحركة والإيماءة والأزياء وغيرها. وقال: "أعتقد أنه جاء دور المسرحيين لتسهم الحركة المسرحية في دفع قضايا الوطن". وأفاد بأن المسرح قديم بالسودان حيث بدأ في 1903م بتقديم العروض، بيد أنه عني بالمسرح الآن، "المسرح الأروسطي الذي يشمل النص المكتوب ويكون وراؤه مخرج وممثلون".