(1)نوديتُ.. ألقِ عصاك.. إنك في رحاب العشق.. في الوادي المقدس مُمتلَك ألقِ العصا.. فانبجستْ ينابيع المسرة.. من صخور الهم إذا الطوفان جاء معي.. فالنجاة لمن سلكْ (2)في شهر فبراير من كل عام.. وكعهدنا بها دوماً.. تمر ذكرى القديس «فالنتاين».. بين مدح الرومانسيين وقدح المتدينين.. الذين يتهمون الفئة الأولى.. بأنهم ألبسوا الحب الطاهر.. الشريف.. المقيد بلجام العفاف والتقوى.. ثوباً من الرجس.. فجعلوه من عمل الشيطان.. بعد أن كان مدعاة للإلفة والتراحم والمودة.. كما أن الكثيرين يرون في الاحتفال بمثل هذه المناسبات.. الغربية البحتة.. ذريعة لخلق طابع من «الشرعية» للانحلال.. الأخلاقي! (3) كثيراً ما أسأل نفسي وأقول: ألم يظلم هؤلاء «الفلنتانيون» هذا الكائن المدعو «الحب» بأن خصصوا له يوماً واحداً في العام؟!.. إذ أن الحب عطاء نبيل متدفق.. وأملٌ متجدد.. يشعرنا دوماً بإنسانيتنا حيال ذاتنا والآخرين! (4) تحية الود والاحترام.. لجميع الناس في بلدي.. الذين ما فتئوا يصنعون الحب.. وثغرهم بسام.. وحين يتهامسون.. يهتفون بالسلام.. رغم المآسي.. واحتضار الأمنيات الغضة.. التي ما زالت معلقة على جبين المجهول.. بين حاضر مشرق.. ومستقبل في رحم الغيب.. يتأرجح ما بين أخلاقيات المجتمع الدولي.. وغياهب صناديق الاقتراع! (5) أمنيات الحب لهذا العام.. بأن ينعم أهلنا الغبش في ربوع هذا الوطن من حلفا لنمولي.. بالأمن والسلام.. وأن تندمل كل الجراح التي أرهقت خاصرة دارفور.. وأن تزاور الشمس عن أحراش جوبا.. التي ما فتئ أهلها يتقلبون.. ذات اليمين.. وذات الشمال.. ما بين دعم الشراكة.. أو الانفصال.. في هذا الزمن الأغبر الذي أصبح فيه «حب الوطن».. مثل فرض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين! (6) يقول أبو بكر الجنيد: يا ابن آدم.. سور المحراب حزني.. كنت في المهد صبيا.. رطب النخلة يساقط من حولي جنياً.. وأنا أشتاق أن أبعث في عيني معذبتي نبياً هكذا غنيت لك.. نعم.. هكذا غنيت لك.. أيا وطناً في رحاب العشق.. في الوادي المقدس ممتلك.. أيا شمساً أضيء بها الحلك!