لا أدري كيف فرّط د. عوض الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني في د. محمد الفتح مدير ديوان الحسابات، فالرجلان «د.عوض ود. الفتح» يلتقيان في أنهما من طينة ارتبطت بالحرص على تميز الأداء والانضباط والتجويد. وقد وصل الديوان الذي يضم كل المحاسبين بالبلاد في عهد د. الفتح درجة من الدقة وإتقان العمل غير مسبوقة، وكان مديره الذي عرف بالقوة واللين معاً واحترام العاملين والمتعاملين مع الديوان لا يخرج أحدٌ من مكتبه إلا راضياً، مما جعل الديوان من أجهزة المالية الجاذبة لكل عامل بالوزارة وعندما أُعفى الرجل بكى العاملون لأول مرة على رحيل مدير في تاريخ الديوان الكبير وكُتبت يومها القصائد ودبجت المقالات في الصحف التي طالبت بالإبقاء على د.الفتح إلا أن مشيئة أهل القرار لم تستجب للعاملين الذين كانوا ببعد نظرهم يرون أن خلافة الفتح صعبة جداً وأن أي مدير جديد بعده سيكون باهتاً في نظرهم لذلك لم تتوقف مطالبهم، ولايزال مكان د.الفتح شاغراً رغم مجئ مدير جديد لتبقى مشكلة الإنقاذ أن النجاح والتميز هو الذي أُبعد بسببه كثيرون ففي هيئة الكهرباء، أبعد د. مكاوي صاحب النجاحات العظيمة والكبيرة ولا نعرف أن كانت الحكومة قد جاءت بخليفة له أو لم تأت ففي حالة رحيل الكبار لا نحس بمن يأتي بعدهم لصعوبة ملء الفراغ كما لا أدري لماذا لا يعيد د. عوض الجاز د.الفتح، فالفتح والجاز ثنائي يمتلك مقومات النجاح والحضور والدليل أن الفتح عندما كان مديراً للديوان كان معروفاً ولم يكن نكرة خارج الوزارة، ومعلوم أن العاملين لا يبكون إلا أصحاب الإنجاز الذين يقدرون كل عامل في المنظومة التي وراء الإنجاز. ولأنني من الذين يعجبهم نهج د. الجاز في إدارة وزارة المالية في أصعب الظروف المحلية والإقليمية والدولية والذي استطاع أن يتجاوز بنا تأثيرات الأزمة المالية العالمية، التي أوجعت الناس في دول اقتصادها أقوى من اقتصادنا، إلا أن براعة د. الجاز وهمته جعلت الأزمة تمر علينا دون أن تعصف بنا وليته بذات الحكمة ولأهمية ديوان الحسابات يعيد د. الفتح الذي لم نحس بخليفته إن وجد. أخيرا: لقد سألت عدة محاسبين عن مديرهم الحالي فقالوا كنا نعرف د. الفتح أما الحالي فلا!!!ٍ