بعض الناس يرحلون عن دنيانا لكنهم يبقون بيننا بالبصمات التي يتركونها ومن بين هؤلاء الراحل صلاح يس ذلك (الجنرال) المحب للفن والفنانين , الرجل الذي رحل بعد ان حول النادي العائلي بالخرطوم الي مكان تتجدد فيه الأفكار وتلتقي فيه الأجيال فى ليال فنية يمتلئ فيها النادي على سعته بالجمهور .. هذا الراحل من الذين انتقلوا الي الدار الأخرة إلا أن النشاط الذي تركه بالنادي بقي يذكرنا به ... الشئ الذي يحمد لمن خلفوه بالسير على دربه لنقرأ كل يوم عن تكريم لمبدع .. وعن الاحتفاء بذكري راحل وعن تجربة تحت التقييم وعن وعن وعن ... مما جعل النادي العائلي قبلة للمهتمين بالثقافة والفنون يرتادونه كل اسبوع يشنفون فيه آذانهم بالروائع ويستمتعون بالالق الجميل ... آه من الذين يرحلون ويتركون ما يذكرهم به الناس .. وعلى ذكر الرحيل دعونا نتساءل كم راحل فى مجالات الفن رحل وبقي فينا مقيماً بعطائه الجزيل وكم من سيرحلون من الوزارات من الحكومة الحالية ويحل محلهم آخرون بقرار من الرئيس وتبقي بصماتهم فى كل شئ لنحتفي بهم فى حفلات الوداع احتفاءاً حقيقياً فالمسؤول الناجح هو الذي لا يخرج مثلما دخل دون ان يترك أثراً بدرجة عالية. الحظ عاند اتصل بي المهندس خالد حسن ابراهيم مدير هيئة مياه الخرطوم قبل أيام ليبلغني بقبول السيد الوالي لاستقالته ويشكرني على ما كتبته عنه ليلة الاستقاله من خلال هذا العمود، وخالد كما عرفته من الاداريين الذين يحرصون على الثناء على من يقدم له أيه خدمة ... وخالد الانسان رجل مهذب بدرجة عالية وودود وكنت أقول أن هناك من يجتهدون بمقدراتهم لفعل اشياء كثيرة وينجزونها إلا أن التوفيق فى أن تتحقق الغايات وترضي الناس لا يكتب لهم , ومن بين هؤلاء المهندس خالد فى مياه الخرطوم التي إجتهد فيها كثيراً وأقام الكثير من المحطات والشبكات إلا أن الأقدار كانت تمد يدها كل حين فتؤثر على النتائج، عموماً قد ذهب خالد وجاء النجار الذي كان من المعاونين الكبار للمهندس خالد، نسأل الله أن يجعل اجتهاده موفقاً. أين الجاز؟ عندما كان د . عوض الجاز وزيراً للطاقة كان شعلة من النشاط ومحركاً للعاملين لانجاز المشروع الكبير الذي أدخل بلادنا نادي النفط الدولي , ويذكر العاملون فى الحقول كيف انه كان يأتيهم ويبقي لايام معهم تحت خيمته محفزاً لهم لمضاعفة الجهود, وعندما نقل للمالية انتقل بذات الحماس وأجري اصلاحات واسعة ونجح فى تجنيب البلاد مشكلات اثار الازمة المالية العالمية التي أثرت على دول كبري , إلا أنه عندما انتقل الي الصناعة وجد صعوبات فى أن يحقق القفزات التي فعلها فى الطاقة والمالية برغم المجهودات التي بذلها إلا أن مشكلة الصناعة وتعقيداتها التي ورثها الوزير جعلته لا يشكل حضوراً لافتاً فى الساحه وهذا يقودنا للقول أن التعديلات القادمة يجب أن يراعي فيها نجاح الشخص فى الموقع فلا ينقل وهو ناجح ولا يتم الدفع به لمواقع تقول الحسابات ان امكانيات استمرار تميزه فيها ضعيف.