لولا أن المهنية غائبة تماماً لدى السكرتير الصحفي «المكلف» لرئيس الجمهورية، في التعامل مع الصحافة والصحفيين، لقام برفع سماعة الهاتف واعتذر لكل صحف الخرطوم -كلها بلا استثناء- وأخطر القائمين بالأمر عليها أن السيد الرئيس سيتوجه صباح الاثنين للدوحة للتوقيع على اتفاق السلام مع حركة العدل والمساواة، والمشاركة في قمة ثلاثية تجمع بينه وبين سمو الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر والرئيس إدريس ديبي رئيس دولة تشاد وأن السكرتير الصحفي (المكلف) رأى وفق تقديراته أن مرافقة الصحافة للرئيس ستقتصر على عدد محدد من الصحف، رغم عظم الحدث، وأن الصحف المحددة هي كذا وكذا وكذا.. لكن إذا أرادت أي صحيفة أن تغطي الحدث الكبير على حسابها فالأمر ممكن ومتاح مع توفير التسهيلات اللازمة من تأشيرات دخول أوأي ترتيبات أخرى يقتضيها عمل المراسم إذ أن مثل هذه الأحداث واللقاءات رفيعة المستوى - القمة- تقتضي إجراءات معينة حتى يسهل دخول الصحفيين إلى قاعات التفاوض وتتم حركتهم بيسر ودون تعقيدات في المؤتمرات الصحفية وإجراء لقاءات مع الرؤساء أو أعضاء الوفود. أقول كان من المفترض أن يتم الأمر بالصورة التي أشرنا إليها لو توفرت المهنية لدى السكرتير الصحفي (المكلف) لرئيس الجمهورية لسببين، الأول هو إخطار الصحافة والإعلام بالحدث رسمياً ومشاركة الرئيس فيه.. أما الثاني فهو إتاحة الفرصة لكل الصحف للمشاركة في التغطية، ولو على حسابها.. ولكن ماذا نقول أو نفعل إزاء ضعف الخيال وقصور الرؤية وعدم تقدير الأمور. ليس قصدنا أن نسافر ونحن نعرف مشقة السفر، وليس قصدنا أن نحظى بامتياز خاص من السفر، إذ أن الهدف الأسمى هو نقل صورة الأحداث إلى كل قراء الصحف و إلى كل المواطنين، فكم من رحلة لم نشارك فيها ولم نحتج لأن مرافقة الوفود الرسمية تخضع لمعايير وتقديرات نحن قطعاً لا ندخل أو نتدخل فيها. أما تناقض الأقوال الذي أشرنا إليه في عنوان هذه الزاوية فهو محاولة تحميل السيد الوزير المختص المسؤولية عندما يقول السكرتير الصحفي المكلف لبعض الصحف إن الوزير هو الذي اختار القوائم مثلما قال لزميلنا الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد ثم قوله لنا إن الوزير كلفه بإعداد القائمة وتعقيبه على ذلك ب(معليش.. في المرة الجاية).. كأنما سينفخ في أوار الحرب لتشتعل من جديد، وتبدأ جولة جديدة من التفاوض ويحدث (سلام جديد) لتشارك بقية الصحف في تغطية مراسم التوقيع عليه. أحسب أن السكرتير الصحفي (المكلف) لرئيس الجمهورية قد فتح على نفسه جبهة حرب قاسية ميدانها صفحات الصحف لن تهدأ أو ينطفيء لهيبها في وقت قريب.