هناك فيلم مصري من أفلام المقاولات بعنوان ( بلطية بنت بحري ) وفيه تجسد الفنانة دلال عبد العزيز دور البنت الجدعة من نوعية بنت بمائة راجل ، ما علينا عموما تذكرت فيلم البنت البلطية الحلوة حينما كنا جماعة من الأصدقاء عبارة عن تشكيلة مصغرة من الجامعة العربية فيهم السوداني والمصري والخليجي والشامي والمغاربي واليماني والذي منه في رحلة بعيدا عن ضجيج البيوت والمدن المزدحمة ، وفي وقت العشاء عقد القوم جلسة تشاورية كما يحدث في اجتماعات طيبة الذكر الجامعة العربية لاختيار نوعية الوجبات ، للأسف اختلف القوم في توحيد جهودهم لطلب وجبة مشتركة كما هو الحال في مؤتمرات جامعة الدول العربية ، بعضنا طلب الكبسة والمضغوط والمندي والبعض الآخر المشوي والمحمر والمشمر ومجموعة أخرى طلبت المقلوبة والمقبلات على الطريقة الشامية وحينما جاء الدور على التيم السوداني المشارك في الرحلة طلب واحد من أبناء جلدتنا الكسرة وهو طلب من نوعية لبن الطير ، المهم في النهاية استطاع احد الوسطاء التدخل وحسم المسالة بأن تكون جميع الوجبات بحرية وعندها طنطن الفريق السوداني وأرعد وأزبد واعترض على هذا الإجراء وطالب وفدنا الموقر بتشكيلة من اللحوم غير ان احد الأطباء المشاركين في الرحلة اعترض على هذا الطلب بحجة ان اللحوم الحمراء تسبب النقرس وأملاح الدم والكولسترول وأمراض ما انزل الله بها من سلطان وعندها خفت حدة الطلب على اللحوم ووافق وفدنا على مضض على الوجبات البحرية لكن بشرط استبعاد الكابوريا والاستكوزا والحبار من التشكيلة ، المهم عدم تقبل وفدنا للوجبات البحرية يؤكد أننا شعب لاحم من طراز أول ، قبل فترة أصبت بصدمة الكولسترول حينما طالعت تقريرا عن استهلاك اللحوم الحمراء في السودان وكشفت الدراسة ان ناس العاصمة القومية يستهلكون ( عيني عليهم بارده ) كميات من اللحوم الحمراء تعادل تسعة أضعاف استهلاك المناطق الأخرى في الوطن ، ما يجعل شعر الإنسان يقوم ( صوف ) من الخوف ان لحوم ( الجن ) المستهلكة في العاصمة معظمها حمراء تتخللها على استحياء اللحوم البيضاء ، ولان الموضوع خطير جدا يا ولدي فعلينا من الآن فصاعدا ربط الأحزمة استعدادا للطيران عبر خطوط الكلسترول الدولية والكروش المعتبرة وربما يحفز هذا السيناريو شاعرا من الفئة التعيسة لكتابة نص غنائي على نسق ( يا كرشي المليتها ) ، اسمعوني ، ولا ترمون كلامي في برميل النفايات ، المسألة بصراحة تدعو المرشحين في الانتخابات العامة إلى إدخال شعارات من العيار الثقيل لمقاطعة اللحوم الحمراء ، واعتماد الوجبات البحرية للحفاظ على الصحة واقترح ان تتضافر جهود جميع المرشحين إلى اعتماد شعار ( بلطيه بنت السودان ) ، فالأسماك حسب التقارير الطبية ليست وجبات صحية فحسب وانما تجلب السعادة للإنسان ، وذكرت منظمة الصحة العالمية ان الشعوب التي تعتمد على الأسماك في معظم وجباتها من اكثر الشعوب سعادة ، علاوة على تمتع مواطنيها بالصحة ، إذن لا بد من تكريس شعار بلطيه بنت السودان لنعيش في سعادة وصحة ، على ذكر الصحة ، اقطع ضراعي ان وزارة الصحة الاتحادية وعلى رأسها الدكتورة تابيتا بطرس سوف تفكر بمنح العبد لله وسام ابن السودان البار جدا لطرحي فكرة شعار البلطية وتخفيف الأعباء الصحية عن عاتق الوزارة وبرامجها في احتواء الأمراض السارية والمستوطنة هيلا هيلا بلطيه