ولا أتحدث عن ضياع فرص الأحبة من العشاق.. رغم طعم مرارتها.. وهي تقف.. عبرة في الحلوق... ولا عن حسرة البديع.. عمر الدوش.. وهو يهب مكتبة الغناء.. رائعته.. الود.. عبر الحنجرة الذهبية وردي.. أعيشها معاك لو تعرف دموع البهجة والأفراح أعيشها معاك واتأسف على الماضي اللي ولى وراح.. ولا الحسرة وخوفي عليك يمنعني.. ولا هو حديث.. عن تلك الفرص.. المهدرة.. في ملاعب كرة القدم.. وتلك الحسرة التي تلف القلوب.. بالسواد.. وتصيب المدرجات بالحداد.. الفرص التي أتحدث عنها اليوم.. هي شأن سياسي.. ومواسم الانتخابات تتجمع سحبها في أفق الوطن الجميل.. وكيف أتحدث عن دوحة الغناء... وخطوط ورايات ملاعب كرة القدم.. والوطن بأسره يخطو في ثقة الواثق إلى صناعة فجر جديد.. والشعب بأسره.. وبسواعده الفولاذية.. يجر الشمس من قرونها.. لتشرق.. على صباحات الديمقراطية الزاهية المزهرة.. ولأن الغناء للأشجار يعتبر جريمة.. لأنه يعني السكوت عن جرائم أشد هولاً.. فإن أي حديث الأيام هذه غير الحديث.. عن الانتخابات.. وفجرها الوشيك أو الاستفتاء وأوانه المخيف.. إن أي حديث غير هذا وذاك يعتبر غناءً للأشجار.. وسكوتاً عن مواضيع أشد خطراً.. والفرصة.. التي أراها قد ضاعت ولن يلحق بها أحد.. هي التي كان يجب أن يهتبلها الرئيس ويسجل بها هدفاً أسطورياً.. كان جزء اً كبير اً من الشعب السوداني يتمنى لو إبتعد الرئيس من ترشيح نفسه من خلال المؤتمر الوطني.. ابتعد وقطع كل حبل مع المؤتمر الوطني وترشح مستقلاً.. لأربك الساحة جمعاء.. ولسادت المعارضة.. حالة من الخلخلة.. ولاختلف الوضع.. السياسي في الترشيحات.. بصورة كاملة.. ولكنه اختار أن يكون مرشحاً للمؤتمر الوطني.. فكان لابد للأحزاب أن تتقدم.. كل حزب على حده.. بمرشحها إلى رئاسة الجمهورية.. والفرصة الثانية المهدرة.. هي.. كرة مقشرة.. وتمريرة محكمة.. أرسلتها الظروف وهيأتها الانتخابات للمؤتمر الوطني.. وهو يواجه المرمى.. فإذا به يطيح بها خارج الثلاث خشبات.. بل قذف بها بعيداً وفي (الكشافات). أما الفرصة هي التي هيأتها له الانتخابات ليعرف.. أحجام وأوزان المتحالفين معه.. وهل هؤلاء يرتكزون إلى قواعد شعبية.. وعضوية مقدرة أم هي أحزاب لا تملك أكثر من دار في حي من أحياء الخرطوم.. ولافتة مكتوب عليها.. بالبنط العريض.. دار الحزب الفلاني.. وتسجيل ..كما قطعة أرض لإثبات ملكية في كشوفات المسجل.. كانت فرصة للمؤتمر الوطني.. أن يعرف تلك الأحزاب المنشطرة.. وبعدها يقرر.. إن كانت جديرة بالتحالف معه.. أم هي أحزاب كرتونية انتحلت اسم الحزب الأصيل الذي انشقت عنه.. وكتبنا مرة ومرات.. أن إخلاء الدوائر لهؤلاء الأحباب والأصحاب الجدد هو خطوط شائهة في وجه الانتخابات الوسيم.. وبقع شائهة في جسد الديمقراطية المضيء.. ونورد مثالاً.. ماذا لو فاز السيد (مسار) في دائرة الثورة.. هل يعتبر هو شخصياً.. أن هذه الجماهير التي دفعت به إلى قبة البرلمان هي جماهير حزب الأمة المنشق من حزب الأمة الأصل... أم هي أصوات (استلفها) من حزب المؤتمر الوطني.. وهل إذا حدث هذا يدل على حجم حزبه.. وعدد أنصاره.. الكل يعلم أن المؤتمر الوطني.. وفي بداية حكم الإنقاذ.. قد حاول إيهام الناس بأن أحزاباً عدة قد ائتلفت معه.. حتى توهم أن هذا التحالف.. يمكن أن يطلق على حكومته.. حكومة الوحدة الوطنية.. وهي حيلة لم تنطلِ على أحد.. حتى الأعمى.. وذاك فاقد البصر والبصيرة.. يعلم أنها ليست كذلك.. وبربكم كيف تكون حكومة وحدة وطنية.. وكل أنصار حزب الأمة القومي.. خارجها.. كيف تكون حكومة وحدة وطنية.. وكل أنصار الإتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا.. خارجها.. كيف تكون حكومة وحدة وطنية والشيوعيون والبعثيون والناصريون.. وجماعة شيخ أبوزيد خارجها.. بل كيف تكون حكومة وحدة وطنية وشيخنا وكل تلاميذه من المؤتمر الشعبي.. لا هم ولا شغل لهم غير رشقها (يوماتي) بالسهام والنبال!!