أجرت إذاعة البيت السودانى حوارا شيقا مع الشاعر اللبنانى«بول شاوول»تناول المسألة الثقافية فى الوطن العربى مستعرضا التطورات التى شهدتها و المكاسب التى حققتها على النحو الذى قاد الحكومات العربية لتسمية وزارات للثقافة بعد أن كانت ملحقة بوزارات التربية ، و كذلك ظهرت مسميات المسرح القومى إسوة بالمؤسسات الحكومية القومية، وفى ذات الوقت سخر من ضعف الإهتمام وسط شرائح الناس بالكتب فأصابها بالكساد وعن المسرح شكا من غياب التمويل فإنحسر الإنتاج ، وفى ختام الحوار و على إستحياء سأله محاوره عن الشعروالأدب السودانى فإعتذر الرجل وقالها صراحة أنه لا يعلم شيئا عنه و طفق يقدم نصائحه التى لم ينتظرها المحاور عن الكيفية التى يمكن أن يصطاده بها الشعر والأدب السودانى وذكر منها النشر فى دوريات لبنانية او مصرية ولسان حاله يقول أنه لا يقرأ مطبوعاتنا. البرامج الإنتخابية خلت من الوعود الثقافية و هذا لعمرى شىء يؤسف له ، ويجعلنا نوقن بأن بأن المسألة الثقافية مازالت الإلتفاتة إليها بعيدة بالرغم من القدرات الهائلة التى نتمتع بها دون سواها ، و هى الوحيدة التى تخاطب أدمغة الناس وتبلور رؤاهم و تنسج قناعاتهم التى تشكل مواقفهم ، ولهذا فإن الوحدة المنشودة معركة ثقافية و الإزدهار الحضارى و الإقتصادى معركة ثقافية تبحث فى سلوك الناس و أحلامهم و الفوز بالألقاب الرياضية على مستوى المنتخب و الأندية معركة ثقافية وهكذا كل شىء يستند الى المسألة الثقافية. معتمد محلية الخرطوم الأستاذ عثمان الكباشى يقوم هذه الأيام بجهود ثقافية كبيرة تنال إستحسان الأوساط الثقافية فى بلادنا و تعالج بعض أوجه القصور الرسمى تجاه المسألة الثقافية، ونأمل أن تتواصل مثل هذه الجهود لتشمل جوانب أخرى من المسألة الثقافية ، كما نأمل أن يضطلع المسؤولون الحقيقيون فى وزارات الثقافة بالمركز و الولايات بمهامهم ومبادراتهم فى هذا الجانب وفق خطط إستراتيجية لن يكون المال عائقا أمامها ، فقط على هؤلاء المسؤولين السير فى هذا الدرب بأفكار مبدعة تحلل مشاكل التمويل وتفتح الباب لأفاق ثقافية رحبة.