فى عدد الثلاثاء 23/2/2010م من صحيفة الأهرام اليوم فات المحرر نشره لمقالة للأستاذة أحلام مستغانمى فى زاويتها المستوردة ، منتهية الصلاحية «قلوب و قنابل » مضت عليها أكثر من ثلاثة أعوام تناولت فيها خبر إستقالة وزير الخارجية كولن باول و هى تعالج الموضوع علاجا آنيا ، لا يقبل غير أوانه ، و لهذا فإن مثل هذا النشر أيا كان قالبه فهو إستلاب كما إسم الصحيفة ، لأننا بصراحة نحب كتابات أحلام مستغانمى عندم تكتب لنا ، لا أن تكتب لغيرنا و نعاود نحن بعد حين قراءة ما على الأرفف من غبار ، و كذلك فإن المسألة تتصل بالشخصية السودانية و إحتفائها بالأحنبى أكثر من إحتفائها بود البلد ، حتى و إن كان الأجنبى تافها ، و هذه واحدة من مهددات الأمن القومى السودانى و من السلبيات الواضحة فى الشخصية السودانية ، فتجدنا نتواضع أكثر مما ينبغى ، و نعطى أكثر مما نأخذ و نتكرم بكل شىء و إن لم يفتح القادم الغريب فاهه ، و لك عزيزى القارىء أن تتخيل حجم الخسارة حينما تتعامل شخصية سودانية تحمل تلك الجينات السالبة مع أجنبى ، تفاوضه فى أمر من أمور شعب السودان ، لك أن تتخيل حجم التنازلات ، و على ذلك قس فى مختلف الجوانب و أخصم من رصيد شعب السودان . مسألة الأعمدة المستوردة منتهية الصلاحية تغطى مساحات شاسعة من ورق صحافتنا فى كافة الصحف بما فيها صحيفتى آخر لحظة ، و بذات القدر نتسآل عن المصدر من الأعمدة السودانية و المساحات الورقية التى نحتلها فى صحافة الآخر و فى هذا البلد العزيز أقلام لا يشق لها غبار . إذا كانت هذه واحدة من أقدارنا المقعدة التى سكنت فى كيمياء و فيزياء الشخصية السودانية فيجب ألا نترك الباب مفتوحا و حتى مواربا أمام موجات الإستلاب الثقافى الذى نمارسه نحن على أنفسنا خدمة للآخر ، و أن نتعامل معهم بالمثل و الندية ، لاسيما و بالأمس كتبت عن الشاعر اللبنانى بول شاوول الذى منحناه أذاننا ساعة كاملة عبر إذاعة البيت السودانى و لم يمنحنا أذنه أو عينه دقيقة واحدة ليتعرف على حرف واحد من الأدب السودانى و هو يقولها صراحة أنه لا يعرف عننا شىء.