عرفه الناس مقداما لفعل الخيرات .. دمث الخلق .. عفيف النفس.. صادقا .. ورعا .. مؤدبا بأدب أهل الله .. رزقه الله حب الناس عندما استغنى عنهم...رحل ومعه من حب الناس ما يكفيه مؤونة السؤال .. ومن الهمة لإحياء مولد النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤهله بفضل الله لحب أهل الله الذين كانوا يرونه في حلقات الذكر ويتحسسونه بينهم فما كان منهم إلا أن سكبوا حزنا على فراقه من دموعهم غاليها.. رحل مزمل حسن مصطفى في عمر أهل الجنة الثالثة والثلاثين من عمره شهيدا في حادث حركة وهو الذي أم الناس يوم الحادث المشؤوم لصلاة الفجر قبل أن يعلم أنها زاده الأخير من أعمال الفلاح التي تعود عليها وشهد له بها القاصي والداني وكل من عرفه... كانت جنازته استثنائية، وعدها الشيخ الدكتور أحمد القلوباوي الذي خطب في الناس معددا مناقب المنتقل إلى رحمة الله من عاجل البشرى .. آلاف من المشيعين حيّرت ولفتت كثرتهم انتباه كل من حضر ذلك المشهد الذي جسد مقولة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه لمخالفيه (بيننا وبينكم الجنائز).جنازة مزمل ليست إلا كرما من الله تعالى له وليست إلا مؤشرا لحسن الخاتمة وهو الذي كان مخلصا لشيخه الشيخ محمد حاج حمد الجعلي وكان محبا لإخوانه في الطريق لله تعالى .. وخادما لجيرانه وأهله .. ألا رحم الله مزمل وألهم أهله وأصدقاءه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.. والتحية والشكر لأهل بربر قاطبة الذين ضربوا من المثل في التعاون والتعاضد والحب ما يجب على كل مجتمعاتنا التزود به ... إنهم على قلب رجل واحد.. لا ترى بينهم غريبا تراهم جميعهم أولياء دم وأهل رحم وعصبة تتفطر قلوبهم حزنا عليه ألا بارك الله فيهم وزادهم من فضله. فهنيئاً لهم بمجتمعهم الاستثنائي. üعقب حادث مزمل وبعد أن أقله الإسعاف إلى الخرطوم من مستشفى بربر نقل أصحاب الركشات المئات الذين تجمعوا للاطمئنان على صحته بلا أجر فشكرا لهم.