ظهر مرشح الرئاسة ياسر عرمان في مؤتمر صحفي قبل أيام مرتدياً كمامة على فمه في إشارة يكذبها الواقع الذي يقول إن الأفواه لو كانت مكممة وإن عرمان لو صمت يوماً واحداً عن التصريحات طوال السنوات الماضية لمضت سفينة الشراكة بين الوطني والحركة على غير ما سارت عليه من خلافات، كما يكشف بموقفه الأخير أنه يصعب عليه الخروج من عباءة الطلاب وتظاهرهم ليقدم نفسه مرشحاً للرئاسة ليحكم أهل السودان من حاملي الدكتوارة وحتى حاملي النفايات بعقل كبير، وبمقدوره أن يتعامل مع الجميع بفهم وقدرات يحترمونها وكذلك يؤكد بموقفه أنه وبعد كل هذه السنوات مايزال هو هو «عرمان زمان» الذي زاملناه في الجامعة بهتافاته ومواقفه الدرامية ولا جديد غير ترشحه لرئاسة الجمهورية في زمان العك السياسي ... يجعلنا المشهد الذي ظهر به عرمان نتخيل المشاهد الدرامية التي سيقدمها لو قدر الله أن يفوز بالرئاسة فالسيد الرئيس حينها سيبدأ بيانه الأول بإعلان إعادة برنامج صحة وعافية إلى الفضائية السودانية بدلاً من أن يبدأ بمعيشة الناس التي تكسبهم الصحة والعافية ثم يقيم الحفلات في كل حي وكل شارع وكأن مشكلتنا أن الغناء والحفلات ممنوعة ثم يصدر قراراً بالسماح للحفلات بأن تكون حتى الصباح و.. و..و.. ثم يُكرِّم لبنى أحمد حسين على مواقف البنطلون.. ويخلع كمامته معلناً الحرية التامة في كل شئ وبلا ضوابط.. باستثناء الجنوب طبعاً ويأتي بمستشارين من أمريكا أسوة بما تم في الجنوب حيث جاءت حكومته ب«ونترالأمريكي» مستشاراً لها و.. و.. و.. تصوروا بقية روعة المشهد بعد أن يخلع عرمان كمامته ويصبح صاحب القرارلا قدر الله. أخيراً: قال ظريف المدينة إن عرمان يكون واقعياً لو ظهر في مؤتمره مكمماً لفاهه، وكتب خلفه بأنه قرر بحكم الوضع الجديد أن يكون كثير الصمت ملتزماً مبدأ «السواي ما حداث» وأن ذلك تقتضيه مسوؤلياته الجديدة التي تجعله يرتفع لمستوى التحدي الجديد بكل متطلباته ومستحقاته وفيها يكون قد لبس العباءة الجديدة وخلع السابقة مودعاً المرحلة التي صعب عليه تجاوزها.