رغم الهجمة الشرسة والسيطرة الواضحة هذه الأيام لأخبار الانتخابات وتدشين الحملات الانتخابية لمرشحي الأحزاب السياسة والصراع المضني بين أطراف العملية للظفر بالكرسي «الوثير» إن كان ذلك على المستوى الولائي للمناصب التنفيذية والتشريعية أم القومى لمقاعد البرلمان عبر الدوائر الجغرافية والتمثيل النسبي وقوائم المرأة أو رئاسة الجمهورية في خضم كل هذا مازال العرض مستمراً كلٌ يمني نفسه «بليلى» ولكلٍ ليلاه بحسب ما يقدم للجماهير من برنامج يحمل «منفستوه» للمرحلة المقبلة - أكان العارض مرشحاً يحمل أيدولوجيا تنظيمية أو مستقلاً ضاقت به ساحات حزبه الفسيحة أو من وضع نفسه في هذا الموضع تكتيكياً من جهات أخرى وفي هذا الديربي الذي يكون المواطن على موعد معه يرى من خلاله «الغث» و«السمين» بعد أن أشبع أو تشبع لوحده من «دشن» أو «وعد» أو هدد في برنامجه الانتخابي بأن يفعل كذا وكذا أو قال إن فلاناً فعل كذا وكذا في سياق ذات المنحى المفضي لاستحقاقات أبريل المقبل حيث انطلاقة العملية الانتخابية وفي محلية القولد بالولاية الشمالية تسربل قيادات المؤتمر الوطني بالمركز صوب أرض النخيل بالشمالية قاصداً الدائرة الجغرافية القومية (3) التي دفع إليها الوطني د. مصطفى عثمان اسماعيل مرشحاً عنه وهو الذي كان قد سبق وفد حزبه إلى المنطقة وفي مدخل مدينة القدار نصب مؤيدو الوطني لافتات غاصت أعمدتها في الأرض بجوار (الزلط) وكأن في ذلك رسالة للمنافسين بأنه من الذي قام بهذا الانجاز؟! ومَن مِن المنافسين يستطيع ذلك غير المؤتمر الوطني؟! وفي هذه المنطقة إحتشد الآلاف من المواطنين في استقبال المرشح بعدها توجه الركب صوب مدينة «سلنارتي» التي خرج شيبها وشبابها ونساءها ورجالها إلى ساحة رحبة وسط المنطقة التي عانينا نحن في الوصول إليها بسبب الرمال وكثرة الناس بعد أن غاصت إطارات العربة في الأرض أكثر من مرة وفيها علت الحناجر بالتهليل والتكبير والتمجيد لرمز الشجرة وفيها أعلن د. مصطفى تمسكهم بالشريعة الاسلامية وعدم التفريط فيها وهاجم الأحزاب المعارضة ووصفهم «بالغشاشين» وقال (هم لا يملكون شيئاً يقدموه للجماهير) وأشار إلى أن حزبه هو الذي جاء بالانتخابات وباختياره دون أي ضغوط بهدف وضع أي حزب في حجمه الحقيقي وعرض إسماعيل انجازات الانقاذ في مختلف مناحي الحياة في الصحة والمياه والكهرباء والتعليم والطرق وغيرها وجدد الإلتزام بتحول مدارس الولاية إلى نموذجية. وقال (أرمو قدام وراء مؤمن) وقطع بفوز حزبه بالانتخابات المقبلة بكافة مستوياتها، ثم توجه د. مصطفى إلى منطقة القدار بوحدة دنقلا العجوز وفيها كان الحشد غير مسبوق وقبل التوجه لساحة الاحتفال زار منزل الشهيد القامة المشير الزبير محمد صالح ومن ثم توجه إلى منطقة «لتي» وقرى الحوض التي تضم لتي (4)، (2)، (1) والتندب ثم القرى النيلية التي ضمنها القدار وجقوق والمقاودة وكدكول وعرب حاج وأمانجكو ووقف خلال الزيارة على متطلبات الأهالي ووعد بمعالجتها وفي المكان المعد للاحتفال بساحة سوق دنقلا العجوز الذي تدافع إليه الآلاف وبقوا هناك رغم الشمس الحارقة لأكثر من (7) ساعات متواصلة خاطب إسماعيل الحشود سارداً واقع الولاية الشمالية في عهد الحكومات السابقة وشن هجوماً لاذعاً على من أسماهم أعداء السودان وقال إن مخططاتهم فشلت وأن الانقاذ ماضية في مشروعها ولن يستطيع كائن من كان ايقافها وفي قرية المقاودة تجدد اللقاء الحاشد الذي إلتزم فيه مستشار الرئيس د. مصطفى بحسم قضية مشروع المقاودة الزراعي وإعادة تأهيل مستوصف الشهيد شرف الدين وتوفير كافة احتياجاته من معدات وكادر طبي وقال إننا فرغنا من البنيات التحتية والآن نتوجه لبناء انسان الشمالية لتصبح الولاية بدلاً من طاردة إلى جاذبة وبدلاً من أن يبحث انسانها لكفيل يأتي الاخرون ليكون هو لهم كفيلاً وسخر من المنافسين لحزبه في الولاية وقال (الما عندو شيء ضهرو الجبل ما بسندو)، وقال إن المؤتمر الوطني لن يفرط في هذا الوطن ولن يتركه لخائن أو عميل ليسلمه لأسياده الأمريكان. وأكدت جماهير القولد بأن إسماعيل هو رجل السودان والدائرة (3) مغلقة له 100%.