تأهل مريخ السودان لدور ال32 في بطولة الأندية الأفريقية بعد فوزه على سان جورج الأثيوبي 3/1 . تقاسم الفريقان الأداء والفرص طيلة شوطي المباراة ورجحت كفة سان جورج في الجماعية واللعب المنظم والروح القتالية بينما نجح المريخ بخبرة لاعبيه بامتصاص مهارة وحماسة وروح المنافس بالتهدئة والضغط المبكر واستخدام عنصر سرعة الانتقال وخلق الفرص الحقيقية ونهاية الهجمة داخل الشباك. كان واضحاً للعيان قدرة المريخ على التعادل والفوز رغم هدف سانت جورج قبل نهاية الشوط الأول. شكلت هجمات سانت جورج من طرفي الملعب بالتمرير الأمامي جوار خطي التماس ثم عكس كرة أرضية سريعة لكل من غامييني وصلاح الدين ثم محمد ناصر خطورة على مرمى المريخ. فطن سانت جورج لنقطة الضعف المتمثلة في حراسة مرماه وضعف شخصية الحارس في فرض الهيمنة وخوفه المستمر من الالتحام مما نتج عنه هدف سان جورج الذي غمر بمهاجم الكرة وحافظ أقرب ولكن. هدف السعودي جاء في الزمن المحتسب بدل الضائع لكن الأهم أنه فتح الطريق واسعاً للفوز المنتظر . في الشوط الثاني كان المريخ الأكثر فعالية ووصولاً للمرمى ليضيف إيداهور الهدف الثاني بمجهود فردي وبعزيمة وإصرار المهاجمين الكبار واختتم السعودي المباراة بالهدف الثالث من ضربة رأسية محكمة في الزاوية القريبة من الحارس الذي فشل في إبعاد الكرة لرد فعله المتأخر لأن السعودي خدعه عندما لعب الكرة في نفس الزاوية بينما ركز الحارس على الزاوية البعيدة. الروح الرياضية كانت عالية رغم قوة الأداء ورغبة لاعبي الفريقين في الفوز ورغم الاحتكاكات القوية ومنها الهجمة الضيقة المشتركة بين لاعبي سان جورج والحارس حافظ. من الأخطاء التي تحتاج للعلاج التفاهم والانسجام المفقودين بين الحارس وخط الدفاع بأكمله بجانب تأخرلاعبي الدفاع في تغطيتهم لبعضهم البعض خاصة من أطراف الملعب مع ضرورة تطبيق أحد أهم مبادئ الدفاع الهامة «التوازن الدفاعي» بجانب ضعف تطبيق مبدأ التركيز والسيطرة الدفاعية في أهم مناطق الخطورة داخل خط الست ياردات. الجانب النفسي والفني أخَّر دخول أهداف مبكرة داخل شباك المريخ سواء في المباريات الرسمية أو الإعدادية مما يربك اللاعبين ويستعجلهم في التسجيل وكما هو معروف فنياً ونفسياً أن هدف التعادل في أي مباراة في كرة القدم صعب للغاية ويحتاج لثبات ودقة في التهديف !! وسط المريخ وهجومه أفضل الخطوط الآن في تهيئة الكرات المنوعة وخلق الفرص والتسديد في المرمى وأثبت قدرته على الوصول للمرمى بأقصر الطرق. ما يزال هناك عدد غير قليل من اللاعبين يلعبون بعقلية اللاعبين الهواة في مواجهة لاعبين يلعبون بعقلية محترفين. عموماً لعب المريخ بأخطاء واضحة للمشاهد العادي وكسب وتأهل وهي النقطة الأهم.