صديقنا العزيز والصحفي المتميز، الأستاذ عبدالماجد عبدالحميد، اتصل عليَّ قبل أيام قليلة، وسألني إن كان صديقنا الصحفي الكبير، الأستاذ يوسف عبدالمنان، سينتقل إلى صحيفة أخرى، إذ أن هذا الأمر قد راج في الوسط الصحفي، وسببه اختفاء زاوية الأستاذ يوسف ليوم واحد من الصحيفة، فقلت له: إنه يعرف العلاقة التي تربط بيني وبين الأستاذ يوسف عبدالمنان، فهو أخ وصديق، قبل أن يجمع بيننا العمل في آخرلحظة، وجمعنا العمل النقابي لعدة سنوات، تحت مظلة اتحاد الصحفيين السودانيين، لكن كل الذي حدث هو أن زحف الإعلانات على الصفحة الأخيرة اضطرنا إلى تغييب بعض الأعمدة، وكل اليوميات لفترات طويلة، ونحن نشعر بحق القارئ في أن يقرأ لكتابه بانتظام، ولا يهمه الإعلان بالقدر الذي يهمه متابعة كتابة الذي يقرأ لهم، لذلك وجدنا أنفسنا مضطرين إلى إحداث (تنقلات داخلية) في مواقع الأعمدة، وأفردنا الصفحة الرابعة، التي كانت خلواً من الأعمدة ومقتصرة على التقارير، أفردناها للأستاذ يوسف، خاصة وأنها مرتبطة بالشأن السياسي العام، وما يتصل به من حركة المرشحين والانتخابات، إضافة للتقارير اليومية.. وقلت للاستاذ عبدالماجد: إن الأستاذ يوسف نعتبره من مهاجمي فريق «آخر لحظة»، وإن قُرّاءه سيتجهون معه إلى أي موقع داخل الصحيفة، وكذلك صديقنا الشاعر، والكاتب الفنان، الأستاذ محمد محمد خير، الذي رأينا أن ينتقل إلى الصحفة الثانية، مجاوراً للأستاذ عابد سيد أحمد، معضداً لمادتها المختصة في الشأن العالمي الخبري؛ لتكون هناك موازنة ما بين الأخبار والآراء، أو الرأي والخبر كما نقول في لغة الصحافة. نشر صديقنا الأستاذ عبدالماجد ما سمعه مني بدقة وأمانة في صحيفة «الانتباهة»، وقد أسعدني أن آخرلحظة وما يدور داخلها، هو أحد اهتمامات الزملاء في هذه المهنة، وأن صحيفتنا تهتم بها (بورصة الصحافة) إن صحت التسمية. واستناداً على ما فات، تنتظم مادة (اليوميات) اعتباراً من يوم غدٍ بإذن الله. ويعود الأستاذ يوسف للكتابة بانتظام، بعد أن اختفى عن الخرطوم عدة أيام، كان خلالها في جنوب كردفان، بصفته التي يشارك بها معنا - أي صحفي متميز - وبصفته الأهلية كعضو في مجلس حكماء ولاية جنوب كردفان.. وقد أطلقت عليه اسم الحكيم، اعتباراً من يوم أمس عقب محادثة هاتفية بيننا، لكنه احتجّ قائلاً: إن الحكماء كثيرون في جنوب كردفان، ثم إن إطلاق مثل هذا الاسم عليه قد يفجر ثورة الغضب عند جماهير الهلال، لأنهم لا يعرفون (حكيماً) سوى الحكيم طه علي البشير.. سكت ولم أرد .. فقد أُسِقطَ في يدي.