ظللنا ومنذ صدور «آخر لحظة» نعمل على إرضاء القارئ وحده؛ استناداًً على قاعدة مهنية تؤسس على الصدق والأمانة الصحافية والحياد التام في نقل الأخبار، وتقوم على حرية الرأي دون إملاءات أو شروط؛ محاولين قدر الإمكان أن نطبق القاعدة الذهبية في العمل الصحافي التي نقول: (الخبر مقدس.. والرأي حر)، وهي عبارة تنسب للملك المغربي الراحل المغفور له محمد الخامس، والد الملك الحسن الثاني - رحمه الله. كما حرصنا ومنذ صدور (العروسة) آخر لحظة، كما كان يطلق عليها أستاذنا وأستاذ الأجيال الراحل حسن ساتي رحمه الله ، على التمسك باخلاقيات المهنة وأعرافها وضوابطها؛ ومواثيق الشرف الصحافي المعمول بها في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة، وكنت أحرص الناس على تطبيق هذه الضوابط الصارمة التي تبعدنا عن الانحراف من المسار الذي ارتضيناه لأنفسنا وحددناه منذ البداية.. وكنت الأحرص باستمرار على أن يجد القارئ خدمة صحافية اجتهدنا كلنا على أن تكون كافية ووافية، وحرصنا على توزيع أعمدة الرأي على صفحات الصحيفة بما لا يؤثر على المساحات المحددة الأخرى، وتمسكنا بألاّ يتغول الإعلان على بعض الصفحات مهما كان الثمن، لذلك ظلت الصفحة الثالثة مخصصة للأخبار فقط دون إعلان، وكذلك صفحتا الرأي (6) و(7)؛ التي أصبحت مساحة حرة للآراء والأعمدة الراتبة والكاريكاتير، وكذلك صفحة (واحتنا) والصحفة التاسعة (آخر لحظة3) خصصت للمادة المنوعة؛ بحيث لا يتجه الإعلان نحوها إلا اضطراراً. الآن تواجه الصحيفة هجمة إعلانية قوية بسبب الحراك الاجتماعي والسياسي والتنموي الذي تشهده بلادنا، وأخذ الإعلان يزحف بقوة نحو الصفحة الأولى، ونحو الصحفة الأخيرة التي رأينا كيف أن أعمدتها الراتبة أصبحت مهددة، إذ كثيراً ما تغيب مادة اليوميات، وتختفي بعض الأعمدة الثابتة نتيجة لضيق المساحة. والإعلان هو عصب الصحيفة الذي بدونه لن يكون هناك تطوير للعمل؛ ولا مال سائل يفي بالمرتبات أو تكلفة التشغيل اليومي، وتعتبر الصفحة الأخيرة أغلى صفحات الصحيفة - أي صحيفة - قيمة وهي المستهدفة دائماً في المواسم الإعلانية الساخنة، فوجدنا بعد أن تدارسنا الأمر كمجلسي إدارة وتحرير، أن نُبقي على زاوية رئيس التحرير اليومية، إضافةً لمادة (اليوميات) التي يتناوب عدد من الكتاب عليها، وأن تنتقل زوايتا الأستاذين يوسف عبد المنان (خارج النص) ومحمد محمد خير (أقاصي الدنيا) إلى داخل الصحيفة؛ اعتباراً مع مطلع الأسبوع المقبل بحيث يجاور الأستاذ محمد محمد خير الأستاذ عابد سيد أحمد (كل الحقيقة) في الصفحة الثانية، وينتقل الأستاذ يوسف عبد المنان إلى الصفحة الرابعة الخاصة بالتقارير والمواد السياسية ومادته المقروءة أقرب لهذا اللون، خاصة وأن هذه الصفحة ظلت خلواً من الأعمدة.. إذ أن هذين الانتقالين يضمنان عدم تغيب أي زاوية أو عمود إلاّ في حالة عدم الكتابة، إضافة إلى أن هذين القلمين السياسيين سيعملان على تقوية تلك الصفحات. ونقول ختاماً إن التغيير كما العافية.. درجات، ونشير إلى أننا خصصنا الصفحة الرابعة، أي صفحة التقارير، لتغطية الانتخابات ونشاط المرشحين إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. والله ولي التوفيق.