فجأة وبدون مقدمات انهالت سكاكين النقد الهدام والتريقة، نحو رئيس الهلال المكلف، سعد العمدة، لا لسبب جناه سوى أنه ترأس اجتماعاً اتخذ بموجبه المجلس قراراً بإعفاء مدير الكرة الهلالي، وتعدى الأمر للسخرية من رئاسة العمدة سعد، كأن العمدة سعى لهذا المنصب أو دفع الأرباب للاستقالة؛ ليجلس هو على سدة الرئاسة، وتفنن الذين وجهوا سهام نقدهم للعمدة، وقالوا: إنه لم يكن يتبرع للهلال، ولم تتوقف الحملة التي أوحت لنا بأن أصابع خفية وراءها. لست صديقاً للعمدة سعد ولا تربطني به سوى علاقة الهلال والوسط الرياضي من بعيد، ولكنني كمتابع للمشهد فقد أسفت وتألمت لما جرى ولما وقع من ظلم بين على العمدة. لقد كان يجب أن يجد العمدة الشكر والتقدير من الأهلة، وذلك لموافقته تلكيف الأرباب له، وقبوله للمهمة بتلك الشجاعة المدهشة، حيث وافق لطلب الأرباب، وكأني به يقول له: لا نرد لك طلباً، وافق حتى يتمكن الجميع من تدارك ومحاصرة استقالة الأرباب، والحد من توقفه، وإعلان عودته، فالرجل لم يسعَ لخلافة صلاح إدريس، ولم ينظر لنفسه كأنه المنقذ أو مهدي الهلال المنتظر، بل تولى المهمة نزولاً لرغبة الأرباب، وهو الذي يحمل تقديراً كبيراً له ويفاخر بالعمل معه، ورفض رفضاً باتاً استقالته، ولم يفكر في اعتلاء عرش رئاسته، وقبل تكليفه هو نفسه الرجل الذي لعب أدواراً كبيرة في مشاركة الهلال في دورة بني ياس، وحجر الزاوية فيما صاحبها من نجاحات وشكل ركناً مهماً فيما تحقق للهلال من نجاح، في الحصول علي دعم رئيس المؤتمر الوطني، بولاية الخرطوم، بمبلغ ثلاثمائة مليون جنيه، وكان الهلال وقتها يمرّ بظروف مالية أكثر من عصيبة، وهو الذي لم يتردد في دعم الهلال بالمال لأنه يحمل بين ضلوعه قلباً محباً للأزرق ومتيماً به. إذن كل هذه الحملة على الرجل لأنه تعامل بالعين الحمراء مع من كانوا يعتبرون خوطاً حمراء، فهل يستكثرون عليه ومجلسه اتخاذ أي قرار بمعزل عن الأرباب؟ وهل تخضع القرارات لرغبة الرئيس، وعدم رضائه، حتى هو مستقيل وهل يرضى الأرباب أن يسلب مجلسه إرادته ورغبته في الكيفية التي يرى أنها الصحيحة في إدارة الهلال قبل عودته؟ حقيقة، حتى لا يفهمنا البعض خطأ بأننا مع رئاسة سعد، ومع استبعاد الأرباب، فقد أعلنا مراراً وتكراراً مساندتنا لرئاسة الأرباب، ووصفنا استقالته ذات مرة بالمستحيلة، ولكننا لا نرضى ما حدث للعمدة سعد فكيف يكلفه الأرباب ويأتي من يدورون في فلكه بالتنكيل به، وملاحقته، وسوء النية، والتشكيك في قراراته، وهو أمر لم يعد مقبولاً أو مستساغاً، فكان الأحرى بهؤلاء دعمه لا عرقلته والتربص به ونبشه، فكان يجب أن يدعوا له بالنجاح حتى عودة الأرباب، بدلاً من الدعوة عليه بالفشل والإخفاق والافتراءات. حقيقة أن العمدة سعد استحق التقدير لما قام به، حيث دق صدره، وتسلم العبء الثقيل، فشكراً ومدد يا عمدة سعد.