رغم اغتراب الطيب عبد الله لأكثر من عقدين من الزمان الا ان بحة الشجن في طبقات صوته لا زالت مترسمة في دواخل معجبيه داخل السودان وخارج السودان ، آخر لحظة التقت صاحب السنين والأبيض ضميرك في مكان إقامته في جدة فاعترف ان الفن في السودان لم يعد كما كان في السنين الخوالي بسبب موجة الحسد التي تسود في الوسط الفني واضاف انه يفكر في وضع عصا الترحال وسوف يعود قريبا إلى السودان لانه مل من وجع الغربة وهمومها الكثيرة طالت غربتك هل لا زلت تتصالح مع الاغتراب أم انك تعد السنين والأيام لعودتك النهائية ؟ الإنسان حينما تطول غربته يصبح مدمنا لحراك البعد عن الوطن وبالنسبة لي لم استسلم إلى قبضة الغربة ولا زلت اهجس يوميا بالعودة لكن هناك بعض الظروف تكبل خطواتي وتمنعني من استنشاق رائحة الوطن قبل سنوات طويلة ظهر رجل وادعى انه شاعر أغنية السنين وقبل فترة اطل شخص آخر وادعى انه شاعر أغنية ( طريق الشوق ) لماذا أغنيات الطيب عبد الله بالذات تسرق انتباه الباحثين عن الشهرة ؟ ليست أغنياتي فقط التي تتعرض لمحاولة السطو وانما هناك أغنيات اخرى حاول البعض نسبها لأنفسهم وبصراحة اعتقد ان الصدق في أعمالي يحفز لصوص المجد والأضواء لمحاولة السطو عليها ، وشيء مضحك ان يظهر رجل بعد ثلاثين عاما أو اكثر ويدعي ان أغنية ما تخصه هل صحيح انك صاحب مطلع أغنية ( المصير ) للفنان ابراهيم عوض التي قام سيف الدسوقي بإكمالها بعد ذلك ؟ نعم أسجل للتاريخ إنني من كتب مطلع ( ليه بنهرب من مصيرنا ونقضي أيامنا في عذاب ليه تقولي انتهينا ونحنا في عز الشباب ) بصراحة ما رأيك في مجريات الوسط الفني في السودان ؟ أصبح مثل حارة كل من أيد الو كما قال الفنان السوري دريد لحام وهو للأسف يعج بأشباه الفنانين وما أكثرهم كما ان الحسد والتراشق أصبح سمة لهذا الوسط ولا زال الفنانون الكبار يترحمون على أيام زمان ويقولون والله أيام يا زمان ما جديد الطيب عبد الله بعد كل هذه السنوات من الاغتراب ؟ لدي الكثير من الإعمال نضجت على إيقاع هادئ منها أغنية أراهن انها ستكون فرس الرهان وهي بعنوان ( ابوي الشيخ ود بدر ) وهي من كلماتي والحاني اضافة إلى أغنية ( عذاب الغربة ) لسيف النصر سليمان ، وقمرة الليل الحزين لعبد العال السيد يقال ان أغنية الشيخ ود بدر لها قصة حقيقية ؟ نعم قصة الأغنية نابعة من قصة حقيقية لشاب سوداني مغترب قمت بتجسيد مواجعه وجاءت الأغنية غاية في الروعة لماذا الحزن في حياة الطيب عبد الله ؟ نحن لا نختار الحزن ولكنه ربما يكون قدرنا ومصيرنا وبالمناسبة آخر أعمالي التي لم تكتمل بعد أغنية بعنوان ( سفر الوجعة ) وهي عن زوجتي الراحلة رحمها الله أتمنى ان أضع لها نهاية عن إنسانة رحلت وتركت في القلب شرخا لا يزال نازفا