الأخ الصحفي الحصيف مؤمن الغالي قرأت مقالك بجريدة (آخر لحظة) بتاريخ 2010/2/25 تحت العنوان.. ( حزن في مواسم الفرح).. كم تمنيت أن يكتب الجميع كما كتبت وأن يقرأ الجميع مثل ما كتبت .. كلمات صادقة وشجاعة وهي بعد ذلك منسابة كالماء الزلال. نعم أوافقك الرأي بأن المفردة ذات تأثير عال على المتلقي أذكر أنني قرأت قبل فترة في جريدة يومية لكاتب كبير مقال بعنوان أحزاب طير التمساح مخاطباً أحزاب ملتقى جوبا بصورة لا تليق والكاتب من شأنه أن يخاطب العقول أكثر من العواطف، مستعملاً أبشع الكلمات الموجودة في قاموس اللغة العربية واصفاً الذين خرجوا في مظاهرت الاثنين المشهورة والتي نظمتها أحزاب ملتقى جوبا، بأنهم ذئاب وأغنام وكلهم متنطع ومغفل ثم بعد هذا يُساقون كما الأغنام... واستغربت من هذا الخطاب غير الكريم وهذا التناول غير الرشيد. وأصدقكم القول، ما من جمع يكون الدكتور نافع متحدثاً فيه إلا وأجد نفسي وقد هربت وفررت لأنه تعوّد أن يخاطب الناس بلغة أصبحت محفوظة لكل الناس.. أما الأخ حاج ماجد فهو زميل دراسة إبان الجامعة وهو قد جُبل على هذا النوع من الخطاب. المهم في الأمر وحتى نكسب ود الناس يجب أن يكون الخطاب جاذباً وليس نافراً. نعم نقول الحق في وجه كل مخطئ حاكماً كان أو محكوماً ولكن دون استعمال كلمات مؤذية، تزيد الشقة أكثر مما تجمع، وتبعد أكثر مما تقرّب، ونخاطب عقول الناس بالتي هي أحسن حتى يرجعوا لصوابهم إن كانوا مخطئين دون الرجوع للكلمات التي تصك الآذان وتغور الجروح وتحبط النفوس. أين الدعوة الكريمة لمن خالفونا الرأي فهي الوحيدة وليس غيرها التي تجمع شتات الناس وتنقي نفوسهم. محمد مصطفى محمد صالح * من المحرر: لك التحايا.. واتفق معك في كل حرف كتبته.... وأزيد على ذلك متحسراً .. حزيناً على هذه الكلمات.. القبيحة.. وهي تطير في الفضاء.. وياله من فضاء.. فضاء مواسم الانتخابات وزمان الليالي السياسية.. وحفلات منصات الخطابة.. ولا أجد غير الأسف على ماض تولى.. ويقيني .. أن كل هؤلاء الذين.. يجادلون.. ويشتمون.. بمفردات (لحس الكوع).. و(الرقاصين) .. و (كراعهم في رقبتهم) .. كانوا طلاباً.. أو شباباً.. لم تهبط عليهم السلطة.. وكأنها من لمسة مصباح علاء الدين.. هم قطعاً ويقيناً.. وحتماً..لم يعرفوا المحجوب ولا زروق.. ولا صادق المهدي ولا استمعوا يوماً للشريف حسين الهندي.. ولا اكتحلت عيونهم .. بمنابر كان يشرفها صادق عبد الله عبد الماجد.. وحسن محجوب مصطفى.. حيث كانت الليالي السياسية.. مهرجاناً للأشعار والكلمة المهذبة.. والعبارة الأنيقة الجزلة.. والحرف الرفيع النظيف.. وقد انحسرت للأسف.. تلك الأنهار الرقراقة المفضية المنسابة.. وها هو السيل يحمل معه كل تلك النعوت.. والألفاظ وألوان السباب.. ثم أمر لا يقل خطراً ولا خطورة.. وهو رصانة الخصام.. واحترام الخصوم.. ودعني أحكي لك هذه اللمحة من ذاك الزمن الجميل.. الذي داست صفحة وجهه الجميل.. سنابك خيول.. التتر.. كان الأستاذ المرحوم.. حسن محجوب مصطفى يتحدث في ندوة محتشدة بجماهير حزب الأمة.. راح يتحدث عن الاستقلال.. وكيف أن الأزهري كان ينادي بالاتحاد مع مصر.. وهنا هتف أحد الحضور من الاتحاديين.. صائحاً.. عاش الزعيم الأزهري.. لم يفتك بالرجل أحد.. ولم يكل له حسن محجوب.. ألواناً من القبح الذي نسمعه الآن.. فقد قطع حسن محجوب.. خطابه وتوجه إلى ذاك الفرد.. وفي تهذيب خاطبه قائلاً... نعم عاش الزعيم الأزهري وحفظه الله وأطال عمره ولكن تسقط الأفكار التي في رأس الأزهري .. أرأيت كيف كان أولئك القادة.. وكيف هم القادة اليوم.. مؤمن