قال تعالى: « وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها» بما أن اليوم الجمعة عيد المسلمين أريد أن أذكركم ببعض النعم التي وهبها لنا الله تعالى ونحن حقاً لن نستطع إحصاءها.. وأتذكر أن أستاذي الجليل عبد السلام عبيد قد قال لنا ذات مرة: إن الإنسان لا يقيم ما عنده من النعم إلا بعد أن تخرج من دائرة الصلاحية، ومثَّل لنا بأننا لا نحس بأن لنا أذناً نسمع بها إلا بعد أن نصاب بالمرض وكذا بقية أعضاء الجسم. وقد مثَّل لنا أحد الشيوخ ذات مرة أن الكلى عند الإنسان تغسل أكثر من 36 مرة في اليوم وإذا أصابها المرض يغسل الإنسان سريرياً مرة أو مرتين في الأسبوع، وكذا الأصابع لا نحس بأهمية كل منها إلا عندما تتعرض لمشكلة.. وكذا يحدث مع من حولنا فنحن لا نحس بنعمة وجودهم إلا عندما نفقدهم أو يصيبهم مكروه. أما النعم الأخرى فهي كثيرة لا نستطيع أحصاءها أبداً مثل الماء الذي نتعامل معه باستهتار لا نعرف أهميته إلا عندما يشح وكذا الغذاء والملبس والمسكن.. ولا يحس الإنسان بنعمة المسكن إلا عندما يستأجره وتطاله المطالبات.. حقيقي هي نعم كثيرة وكثيرة جداً وقد أمرنا الله تعالى بالتدبر لمعرفتها وأمرنا أن نحمده ونشكره عليها وقال «لئن شكرتم لازيدنكم» وقال لطلب النعم أدعوني استجب لكم: سادتي كل تلك النعم لا نحمد الله عليها إلا قليلاً ونادراً نتذكر أننا نتمتع بها برغم أننا نجزع عندما نفقد أياً منها. وهذه دعوة خالصة لأن نتدبر حول النعم التي نعيشها وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه: إذا أرى الإنسان شخصاً ابتلاءه الله أن يقول الحمد الله الذي عافاني مما أبتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق.. وإذا رأى آخر عنده نعمة تمناها أن يقول زادكم الله وأعطاني... نعم سادتي هي كلمات بسيطة لكن معناها كبير. أرجو أن تلتفتوا لما عندكم من النعم وتشكروا الله عليها وتحمدوه: « زادكم الله من نعمه) آمين ( جمعة مباركة).