حرم متابعو الدوري السوداني الممتاز خارج نطاق ولاية الخرطوم ..من متابعة إنطلاقة الدوري الممتاز بعد أن تعثرت مفاوضات الإتحاد العام مع فضائية الجزيرة التي كانوا يأملون في نقلها لفعاليات الدوري الممتاز السوداني! تلكوء الجزيرة الرياضية ..كما وصفه أمين خزينة الأتحاد العام ..الأستاذ صلاح حسن سعيد ..نابع من عدم أحترام واضح للدوري السوداني من قبل القائمين على أمر الجزيرة الرياضية..أو فليكن ..عدم حماسة لنقل مباريات الدوري السوداني. حتما ..لم يتلكأ المسئولون عن الجزيرة في نقل الدوري السعودي مثلا ..بل ربما سعوا سعيا حثيثا من أجل نقل مبارياته الموصوفة بالمستوى الرفيع والتقدم الكروي ..والمتابعة العالية من قبل عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم. ولكن عندما أتى أمر نقل الدوري السوداني ..توقفوا كثيرا عند هذه المحطة ..وأخضعوا الأمر قطعا إلى دراسة وافية ..حتى تتضح لهم جدوى نقل الدوري السوداني ضعيف المستوى. وصراحة ..نجد لهم العذر ..فلا توجد محفزات لنقل ممتاز سوداني ون ..لأن البطولة ضعيفة جدا مقارنة بالبطولات من حولنا ..وتندرج تحت بند البطولات الناشئة مجهولة المصير. ترتيب الدوري السوداني يأتي في مؤخرة الدوريات العربية والأفريقية ..ولا زالت المنافسة تتحسس أقدام التطور ..فحتى الموسم الماضي لا زال القائمين على أمر الكرة في بلادنا يبحثون عن سبل تقوية البطولة وجعلها جاذبة للمعلنين والرعاة. وحتى لا نكون مجحفين في تقييمنا ..فإن الدوري السوداني شهد تقدما نوعيا خلال السنوات الماضية ولكنه لم يصل إلى مرحلة الجذب لغير السودانيين. وما نأمله أن يتقدم المستوى إلى أفضل مما هو عليه ..وحينها لن يحتاج المسئولون إلى الركض خلف الفضائيات (الكبيرة) لتقديم عروضهم ..بل ستأتي تلك الفضائيات وتتسابق من أجل نيل حق النقل الحصري. وهذا قرين بتطور المستوى الفني ..ومواكبة البنى التحتية لمتطلبات النقل الفضائي ..حيث الملاعب المخضرة جميلة المخبر والمظهر ..المحتشدة بالجماهير وفي كل المباريات دونما أي إستثناء. ولكن ملاعبنا الحالية فهي تخجل الفضائية التي تنتقل إليها لتبث منها صورا تشير إلى الحالة المزرية التي تنفر من نقل مباريات الدوري السوداني. وحتى ذلك الحين ..أعتقد أنه من الأفضل فتح الباب أمام الفضائيات السودانية للتنافس من أجل نقل البطولة التي تهم ..حتى وقتنا الراهن شريحة السودانيين المهتمين بكرة القدم داخل وخارج السودان..ولا يهتم بها أي متابع آخر لكرة القدم. وأمكانات فضائياتنا جيدة ..وفي بعضها عالية ..مثل فضائية الشروق التي برع أهلها في أول تجربة لهم في هذا المجال عندما تكفلت القناة بنقل مباراة المريخ وسانت جورج الأثيوبي ..وفيها قدمت القناة نموذجا طيبا لنقل المباريات وفي أولى التجارب مما يعني القدرة العالية على تقديم خدمة متميزة مع تزايد الخبرات. ختاما نقول لقادة الإتحاد العام ..لا تزهقوا روح الوقت في الجري خلف الجزيرة الرياضية التي تبحث عن موطئ قدم بين الفضائيات العالمية من خلال حصر نقل دوريات (محترمة) و لا وتبحث عن مجاملة الدول الفقيرة ملثما كانت تفعل معكم شركة راديو وتلفزيون العرب. وقبل ذلك ..أجلسوا وفكروا ..في كيفية جعل الدوري السوداني الممتاز بطولة جاذبة ..بدلا عن الدفوعات الفطيرة كلما ثبت الإخفاق!