تجنباً لنشوء بيئة سياسية قمعية تبنى الزعيم الماركسي «ماوتسي تونق»، مهندس الصين الحديثة وبانيها، سياسة «دع مائة زهرة تتفتح»، والتي كفلت للجميع حرية التعبير عن آرائهم واتجاهاتهم السياسية، فكانت هذه السياسة الجديدة هي بذرة التحول الديمقراطي في الصين الحديثة.. أما في بلادنا فإن تفتح المئات من هذه الورود المليئة بالأشواك وآراء الغوغاء والسذج، تجعل عملية التحول الديمقراطي في وطننا الحبيب أشبه بالحلم الجميل. 2 تحيرني الحملات الانتخابية التي دشنها بعض المرشحين من داخل مكاتبهم الزجاجية أو أبراجهم العاجية، وهم لا يجيدون سوى البكاء على النصب التذكارية لأمجادهم السياسية المندثرة، والذين- والشهادة لله- لا يفرقون بين «كيلة القمح» و«أردب الفتريتة»، ولم تسمح لهم مناصبهم الرفيعة ومسؤولياتهم الجسام- على حد زعم مديري حملاتهم الانتخابية الأذكياء- لم تسمح لهم بمجالسة البسطاء من أهل هذا البلد الغبش التعابى، وحال هؤلاء يذكرني بحال أحد الصحافيين الجزائريين والذي سأل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة: (سي بوتفليقة وشحال ثمن البطاطا)؟ فذهل بوتفليقة للوهلة الأولى ورد على «حميد عياشي» بضحكة ساخرة تحمل كل دهاء الدبلوماسي، ملمحاً لمن يتهمونه بالعيش في سويسرا (حاسيني مانيش عايش في البلاد، ثمن البطاطا 13 دينار)، ولكن حال بعض المرشحين في بلادي يدعو للتأمل والبحث والتقصي عن الفرق بين ثمن البطاطا والبطاطس، فضلا عن أحلام المئات من أبناء هذا البلد بمستقبل أفضل وواقع جديد للصحة والتعليم وكسرة الخبز التي تسد رمقهم.