يالهي.. اي اصوات تلك التي تدافعت علي آذان الوطن وهي تشكك في الاتفاق الاطاري بين الحكومة وحركة العدل والمساواة الذي تم التوقيع عليه بالاحرف الاولى في دوحة العرب ومن هذه الاصوات صوت السيد يحيي البشير المتنفذ في احدى الفصائل التي تقف علي النقيض من الاتفاق.. جاء ذاك التشكيك عبر اذاعة ال»B.B.C« ذاكراً عدم جدية الحكومة وان الاتفاق الإطاري سوف يلحق بسابقيه اتفاق ابشي ون وابشي تو وانجمينا وانا لاأرى مبرراً واحداً لهذه النظرة التشاؤمية للسيد يحيي البشير وأضم صوتي الي صوت معالي سفيرنا في لندن عمر الصديق الذي رد علي السيد يحيي البشير في نفس السانحة وذكر السيد السفير ان المشهد السياسي السوداني الان لايشبه زمن توقيع الاتفاقيات السابقات فالمجتمع الدولي الان قد اعلن مؤازرته للاتفاق الإطاري وذلك بعد ان تأكد فعلاً من جدية الحكومة وجدية فصائل الرفض في دارفور وفي مقدمتها حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل ابراهيم. سادتي.. ان فيالق السلام قادمة.. قادمة لامحالة.. قادمة من دوحة العرب التي هي في محل تقدير واحترام الجميع بحسبانها تحمل ميزاناً للذهب تزن به الامور بعقلية راجحة وهي لا تلون موقفها بالرمادية المبهمة المتشرنقة في المنطقة الوسطى بين الجنة والنار.. اعني جنة السلام ونار الحرب خاصة وان توقيع الاتفاق الإطاري كان قد تزامن من نفحات الحبيب والربيع التي عطرت جهات الدنيا الاربع وضوع اريج دوحة العرب يهفو الي الخرطوم ويعانق ميدان المولد ووجوه الصغار مفعمة بالاسرار والغبار وهناك اقدام الكبار تهتز وترز علي اطياف تواشيح شيخنا الراحل «التمساح» القادمة من ورائيات التاريخ والزمن الجميل واعاصير الليل تصارع جياد الفجر وصخب الصهيل. فندق شيراتون الدوحة.. شهد حفل التوقيع علي الاتفاق الإطاري بين الحكومة وحركة العدل والمساواة وذلك وسط حضور دولي واقليمي كثيف في مقدمته المشير البشير رئيس الجمهورية والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة والرئيس التشادي إدريس دبى والرئيس الأرتري اسياس افورقي والدكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة كما ان قاعة شيراتون الدوحة ازدادت القاً ووهجاً بحضر كل من.. جبريل باسولي الوسيط المشترك بالاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والبروفيسور قمباري الممثل المشترك لهيئة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور وممثلي الدول دائمة العضوية بمجلس الامن الدولي وكذلك حضور ممثلي الدول الاخري الشقيقة والصديقة وثلة من اللالئ القطرية من المسؤولين القطريين. باسم الله وباسم السلام في وطن السلام.. امسك الدكتور امين حسن عمر المفاوض السوداني «الفصيح النصيح» قلمه وقبيل التوقيع حمل قلمه في وضع«كتفون سلام» وادى التحية السلامية امام الحضور ثم رفع التمام لقائد السلام الرئيس المشير البشير ثم ناء بجسده في وضع «كما كنت» ثم في وضع «استرح» ووقع علي الاتفاق الإطاري إنابة عن حكومة السودان فيما وقع السيد احمد تقد عن حركة العدل والمساواة وبهذه التوقيع التاريخي للاتفاق الإطاري بين الحكومة وحركة العدل والمساواة يكون السودان قد دخل «الحوش» وذلك إيذاناً بدخول السلام إلى«ديوان الامة» ثم الدخول الي البيت السواني الذي عانى كثيراً من الحروب السابقة وبذلك يمكن وباذن الله ان يتحقق السلام المستدام في دارفور كما تتحقق عودة عصفور النار الي حدائق الزيتون ويغرد عصفور النار الذي «كان» والذي اصبح الان عصفور الانوار يغرد .. يانار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم ذاك الاب الدارفوري الفخيم والد خليل ابراهيم بل ستكون النار برداً وسلاماً علي كل اب على امتداد «الجزيرة» السودانية التي كانت محاطة بالنار من الجهات الاربع واليوم او غداً علي الاكثر سوف تتعانق الغابة والصحراء في اضمامة حب كبير وعندها سوف يسكت الكلاشنكوف في الفاشر الكبير .. فاشر السلطان وكل السودان ويتوقف التراشق بالملتوف في الجامعات ويذهب «السيخ» الي مزبلة التاريخ ويتوقف حوار الطرشان في السودان ومقاهي النشاط التي كان يتطاير منها الشرار والدامار الذي كان يملاء ساحات الجامعات وتتفرق التظاهرات والصدامات والإعتصامات ويحمل الطلاب اقلامهم في وضع«كتفون سلام» وتمضى بهم مواكب العلم والنور لبناء دولة العلم والإيمان في السودان وتبعاً لذلك ستؤدي كل الطرق الي دارفور ويومها يقف الدكتور خليل على بوابتها ويستقبل ضيوف الخير والبركة وهم يرددون تراتيل السلام .. منهم من يحمل المصحف ومنهم من يحمل الإكليل والإنجيل ومنهم من يحمل طقوس الاعراف والديانات المحلية ويتمدد الفرح الطويل ويعم كل جهات السودان الواحد المتحد وعندها ينام سيد شهداء الانقاذ المشير الزبير محمد صالح على وسادته السرمدية قرير العين وكذلك الدكتور جون قرنق وهناك تحت سفوح جبال النوبة الشماء تنام تذكارات الاب فيلب غبوش علي الوسادة السرمدية وعودة على ذي بدء اقترب من المتشككين في جدية الاتفاق الإطاري واهمس في آذانهم التي بها وقر واقول ان كل الاحتمالات مفتوحة الان علي السلام ولاشئ غير السلام لان السلاح لم يعد صوته المرعب يعلو فوق صوت السلام فالسلاح صناعة شيطانية والسلام صناعة ربانية. سادتي.. وبعد الحديث عن المراسم الإجرائىة للتوقيع على الاتفاق الإطاري كان لابد ولكي تكتمل عناصر الصورة ان اتوقع سؤالاً يتكئ على لهاة البعض وربما الكثيرين لماذا السلام الأن؟ ولماذا قدمت حركة العدل والمساواة الي السلام برجليها؟ فاقول لكم ياسادتي ان حركة العدل والمساواة قد ادركت تمام التمام ان السلام لأياتي عبر فوهة البندقية والنار وانما يأتي عبر كوة الحوار وإلا كانت البندقية التي صوبت على راس امدرمان قد آتت اكلها حيث انه لم تفلح سيارات التاتشر ذات الدفع الرباعي والتسليح الثقيل في الإختراق الامني لامدرمان فكانت امدرمان الثائره الصامدة مقبرة للغزاه واخيراً كان خيار الدكتور خليل ابراهيم الحوار والاتفاق والسلام ومن ثم تم التوقيع علي الاتفاق الإطاري الذي سيكون باذن الله مدخلاً للاتفاق النهائي في او بعد منتصف مارس الجاري بدوحة العرب. اما المتشككين في حدوث هذا الامر التاريخي اقول لهم ان هناك عدة ضمانات لتنفيذ وتفعيل الاتفاق النهائي ومنها علي سبيل المثال لاالحصر ان الحكومة قد اظهرت حسن النوايا وذلك بالتنفيذ الفوري لبعض ماجاء في الاتفاق الإطاري حيث تم اصدار عفو رئاسي للمحكومين بالاعدام من غزاة امدرمان كما ان هناك ضمانة مهمة تجئ من مجموعة خارطة الطريق التي تضم ثماني حركات.. اربع منها موجودة الان في الدوحة وقد وافقت على الاتفاق تحت اسم جديد لها هو «حركة التحرير للعدالة» وقد اسنتدت رئاستها للدكتور التيجاني السيسي وقد ذكر الناطق الرسمي لهذه الحركة الوليدة السيد تاج الدين بشير نيام في مقابلة مع قناة الجزيرة انه يبشر اهل السودان بالاتفاق النهائي والسلام المستدام. بقى القول: ان عودة عصفور النار الي حدائق الزيتون اصبحت الان مؤكدة بعد ان ابدت كل الاطراف استعدادها لإستنشاق عطر السلام في حدائق الزيتون.