يتخذ الإنسان كثيراً من الوسائل لإشباع رغباته وحاجاته النفسية والعاطفية والاقتصادية، وتتفاوت تلك الحاجات ما بين ضرورية لأزمة الحياة ، وفرعية مكملة تتناسب وطموح الإنسان وميوله.. فمنذ بدء الخليقة والإنسان يعيش في صراع وتنافس لكثرة الحاجات وقلة الموارد للحصول على الأفضل أو الذي يظنه هو الأفضل...!لذا يظل في سعى دائم طوال عمره القصير ولأن الحياة تتقن لعبة العصيان فلا يمكن أن تعطيك كل ما ترغب لأن الهدف منها «ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً» وحسن الأعمال هنا تعنى بجانب التكاليف الشرعية «كيفية التعامل مع معطيات الحياة» التي منحك الله إياها.. أو بمعنى آخر كيف تتقبل من الله الابتلاء والعطاء وتترجمه لأعمال حسنة تسعدك في الدنيا وتقابل بها الله تعالى يوم العرض الأكبر.. على الرغم من أن الله لايزيد في ملكه طاعتك له.. ولا ينقص من سلطانه عصيانك له.. وإنما الحكمة المنطوية تحت هذه الأعمال الحسنة هو كيفية معاملتك للآخرين ولنفسك ولعمارة الدنيا فيما ينفع البشرية..!.أظهرت دراسة علمية حديثه أن 45% من أسباب الوفاة في العالم هي النوبات القلبية.. وفي ظني أن الشعب السوداني يملك أكثر أسباب محرضة على النوبات القلبية.. أولها.. «الطبع الحامي.. الحار الجاف..» الذي لا يحتمل «نص كلمة» ويخاصم خياله.. فثلاثة أرباع الشارع السوداني يطلق في اليوم الآف الشتائم والسباب والربع الآخر يقوم بدور«الجودية» لأجل حل كثير من المشاكل البسيطة التي لا تستدعي أكثر من كلمة اعتذار.. إلا أن بعض البشر يكابر ولا يقبل اعتذاراً فإذا قلت آسف أو معليش.. يرد بكل صلف.. آسف دي ياكلوها بشنو؟ .. مثل هذا يرفع ضغطه وضغطك.. لاسيما تحت أشعة الشمس الحارقة في منتصف نهار الخرطوم..!. كم من عاشق للون الأحمر أو الأرزق.. الرياضي.. توقف قلبه حزناً أو فرحاً.. لضياع هدف أو ولوج هدف .. بهزيمة أونصر فريقه الرياضي.. فالرياضة منافسة شريفة تقوى الروابط والمحبة بين الناس.. وليست مجالاً للتعصب الأعمى لدرجة الموت.. إثر نوبة قلبية حادة.. من الاستاد لأحمد شرفي.. وكم من زخم وتنافس وصراع سياسي.. من أجل السلطة والمال والأعمال.. أوقفت ضخ الدم في القلوب التي أنهكها الخفقان من أجل تحقيق الآمال والطموح.. أتعلمون أن معظم العظماء والساسة يموتون بالسكته القلبية.. أما أهم محرضات النوبة فتتربع النساء على عرشها.. فهن أكبر الهموم.. فالمحافظة عليها وتربيتها.. حتى تكون زوجة صالحة كفيل بثقب الأوزون وليس القلوب الواهية لذا كانت من موجبات الجنة.. فإذا ما ابتلاك الله بزوجة نكدية.. مشيت وين؟ مالك مارديت على الرقم ده.. عايزة اشتري توب بخمسمئة جنيه«مع ملاحظة أن مرتب الزوج ستمائة» أهلي ما لم كمان.. أهلك قالو.. وعادو... إلى آخر منغصات الحياة التي تجعلك عزيزي الرجل من شهداء الأسرة.. أضف إلى ذلك طبيعة الرجل الكاتمة للمشاعر.. ومحاولة ضبط الأحزان وتخطيها بكبرياء ورجولة.. عكس النساء اللائي يفرغن شحنات الغضب والألم بالبكاء.. والشكوى وبالتالي يكسبن الود والتعاطف والمواساة التي تزيل كثيراً من الضغوط والتوترات.. وما أكثر محرضات النوبة في بلادي!.. زاوية أخيرة: نحن أمة وسط ونهج الوسطية وعدم المغالاة في كل شئ.. يجنبنا كثيراً من الصراعات.. والأمراض «فما الدنيا بباقية لحي ولا حيّا على الدنيا بباقٍ..».!.