صحة الانسان هي اغلى ما يملك وهي بالفعل كما القول السائر (تاج على رأس الأصحاء لا يراه الا المرضى)، وهي ايضا كأي شئ مستهلك تبلى مع الزمن وتتدهور اذا لم نحافظ عليها ونصونها كما تصان السيارة والماكينة والآلة وغيرها. وقد لا حظنا في الآونة الأخيرة ان امراض كنا في الماضي نحسبها من امراض الكبار والمسنين اصبحت اليوم من امراض (الشباب)، فالجلطات مثلا لا تحدث الا بعد سن الخمسين او نحوها، لكننا اليوم نجدها اصبحت لاتراعي السن وتضرب حتى فتى الثلاثين. وكذا ارتفاع ضغط الدم الذي اصبح مرض (العصر) مع داء السكري، وخطورة ارتفاع ضغط الدم تكمن في أنه مرض ليس له أعراض محددة وظاهرة، لذلك يسمى (القاتل الصامت)، فكثير من حالات ارتفاعه تم الكشف عنها مصادفة عند اي فحص روتيني عادي أو عندما يتعرض الشخص لاصابة ما ويستدعي نقله للعلاج فيتبين عرضا من الكشف انه مصاب بارتفاع ضغط الدم، ويقول الأطباء انه اذا كانت قراءة ضغط الدم 140 على 90 أو أكثر واستمرت دون انخفاض فان ذلك الشخص يصنف على ان ضغطه مرتفع ويجب ان يخضع للعلاج الطبي بالجرعة المناسبة. ويؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه او الذي لا يخضع للعلاج الى امراض الفشل الكلوي او النوبة القلبية او فشل القلب او السكتة الدماغية، وهناك عوامل تساعد على الاصابة به أو تفاقمه مثل العمر(أصبح الآن لا يعرف العمر)، العرق، تاريخ المرض في العائلة (الوراثة: وهذه كما يقولون شماعة الاطباء، فاذا لم يجدوا سببا ظاهرا لاصابتك بعلة ما يقولون الوراثة)، استخدام التبغ (التدخين)، نمط واسلوب الحياة المنطوي على خمول والركون الى الراحة والكسل، ونوعية الطعام، تعاطي الكحول ، هذا فضلا عن ضغوطات الحياة والمعيشة (التي لا مناص منها، وأصبحت اليوم متعددة في زماننا هذا ولعلها هي المؤثرة في زماننا هذا). وهناك بعض الأمراض التي تزيد من خطورة ومخاطر ارتفاع ضغط الدم مثل داء السكري وانقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع معدلات الكوليسترول في الدم. لذلك على مريض ارتفاع ضغط الدم ان يحاول الوقاية من تلك الأمراض أو العمل على علاجها والتحكم فيها. اذن ماذا نعمل للوقاية من ارتفاع ضغط الدم او تخفيضه الى المستويات العادية؟؟؟؟ أولا علينا الاكتشاف المبكر للمرض بالمبادرة بقياس ضغط الدم على فترات في اقرب مركز صحي او مستشفى لمكان سكنك أو في العمل، حسب توصية الأطباء، والتأكد من سلامتنا ولا نترك ذلك للصدفة او حتي يتفاقم المرض مما يضطرنا مراجعة الطبيب، وعلينا الالتزام بالوصفة الطبية المقررة والمداومة على تناول الجرعات حسب تعليمات الطبيب المعالج، والمراجعة الدورية اللازمة. وكما هو معلوم فإن الاعتماد على الأدوية وحدها ليس بالأمر الكافي، عليه هناك بعض الحلول الأخرى المفيدة التي يجب علينا الأخذ بها، ويأتي في صدارتها تغيير نمط وأسلوب حياتنا من ممارسة للتمارين الرياضية وأفيدها المشي ولو لنصف ساعة يوميا أو خمس مرات في الأسبوع كما يوصي الأطباء. ومحاولة الانضباط في الأكل بتناول الأطعمة الصحية المغذية الجيدة وتقليل (ملح الطعام) بشكل ملحوظ في الأكل، والابتعاد عن الأطعمة (السوقية) الجاهزة والوجبات السريعة والدهون والدسم والاكثار من تناول الفواكه والابتعاد عن العادات الضارة كالتدخين والشيشة وغيرها. وقد اجريت بعض البحوث والدراسات على عدد غير قليل من الفواكه اكتشف على انها تعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع مثل الموز الذي يعتبر من أهم الفواكه المفيدة لمرضى ارتفاع ضغط الدم اذ يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم الذي يعمل مع عنصر الصوديوم على ضبط نسب السوائل في الدم التي تعتبر عاملا مهما في تنظيم وضبط ضغط الدم. واذا واظب المريض على تناول موزتين لمدة اسبوع فان ضغطه ينخفض بمعدل عشرة في المائة حسب الدراسات التي اجريت على الموز. وقد سمعنا ان (الدوم) يقوم بنفس المهمة اذ يعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع وكذا الكركدي. وكذلك عصير البنجر الذي يقوم بنفس المهمة. أما الثوم فقد خلصت التجارب الى انه ايضا يساعد على تخفيض الضغط المرتفع وعلى معدلات الكوليسترول المرتفعة في الدم ويمنع من تجلط الدم وبالتالي يثبط ويقلل من تكون الجلطات التي قد تؤدي الى حدوث النوبات القلبية او السكتات الدماغية. وقد اثبتت الدراسات ان الكاكاو مفيد للمخ والقلب والكبد ويساعد على تخفيض ضغط الدم المرتفع. هناك بالطبع بعض الفواكه والأعشاب الأخرى المجربة في بعض المجتمعات وقد أخضع بعضها للدراسة وثبتت جدواها في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، ولكن ينبغى على المرضى الا يجازفوا ويستخدموا اي وصفة طبية عشبية الا بعد استشارة الطبيب المعالج او المختصين في مجال الاعشاب الطبية نظرا لخطورة الأمر. وعافانا الله وإياكم وكفانا شر امراض العصر. alrasheed ali [[email protected]]