عاد نجم المريخ الراحل إيداهور الى مسقط رأسه بمدينة بنين جنوب العاصمة النيجيرية أبوجا، حيث كانت عودة مختلفة عن سابقاتها ووصل لأسرته هذه المرة محمولاً على النعش، فبعد أن كان يتم استقباله في المطار بمظاهر الفرح والسرور من قبل أسرته، تم استقباله بالبكاء والعويل، وكم كان المشهد مؤثراً للغاية وهطلت الدموع من عيون كل من شهد هذه اللحظات، ورغم أن مواعيد وصول الطائرة لمطار بنين تعدلت أكثر من مرة وكان مقرراً أن تصل صباح أمس الأول ولكنها وصلت مساء، ولكن جميع أسرته وأهل المدينة كانوا مرابطين بالمطار لاستقبال الجثمان وكان ذلك استفتاء لمكانة الراحل. تدافع وازدحام وما أن ظهرت زوجة الراحل على سلم الطائرة حتى تدافع المئات من الرجال والنساء صوبها وطفليها من أجل مواساتها وكادت تصاب وطفليها باختناق من شدة التدافع حتى تدخلت الشرطة وأعادتها مرة أخرى للطائرة وفرضت عليها سياجاً وتم إخراجها من الطائرة بصعوبة الى منزل أسرتها. اللحظة العصيبة ثم جاءت اللحظة العصيبة، خاصة على الوفد المرافق عندما تم إنزال جثمان الراحل موشحاً بعلم المريخ وتم إنزال الجثمان في عربة إسعاف وسط بكاء من الجميع بعد أن انتهت محطتهم الأخيرة مع من أفرحهم وأسعدهم ليكون الوداع الأخير والنظرة النهائية، وحتى عربة الإسعاف خرجت بصعوبة وكان الكل ملتفاً حولها لتتدخل الشرطة ويغادر الجثمان الى منزل الأسرة. شقيق إيداهور يؤكد عودته من روسيا واللعب للمريخ تقدم شقيق الراحل إيداهور بالشكر لنادي المريخ وقال إن ما قاموا به تجاه شقيقه الراحل كان أمراً عظيماً وإن جميع أفراد الأسرة مقدرون للاهتمام الذي أولاه المريخ لابنهم، مؤكداً أن شقيقه كان محبوباً من الجميع ولذلك تدافع الكثيرون لاستقبال جثمانه وقال إنه فقد كبير للأسرة وللمدينة عامة، لأنه كان يساهم بماله في كثير من الخدمات بالمدينة، وقال إنه قرر العودة من الدوري الروسي الذي يلعب فيه من أجل خلافة شقيقه واللعب لنادي المريخ، لأن المريخ نادٍ كبير وما قام به شيء عظيم.. وفي الختام صعد شقيق إيداهور للطائرة وصافح الحضور فرداً فرداً وشكرهم. رحلة الوفاء والأهوال كانت الرحلة لنيجيريا قمة الوفاء من نادي المريخ لنجمه الراحل الذي أجزل العطاء داخل المستطيل الأخضر، مدافعاً ومقاتلاً عن الشعار الذي أحبه وأخلص له، وكانت لفتة بارعة بوصول وفد يضم أكثر من 50 شخصاً لتسليم الجثمان لأسرته، ومنذ صباح يوم أمس الأول المحدد للسفر حيث تقرر أن تتحرك الطائرة من الخرطوم السابعة صباحاً وظل الجميع منتظرين في المطار حتى الثانية عشرة ونصف ظهراً بسبب عدم وصول إذن الهبوط بنيجيريا، وتقرر أن تغادر الطائرة لنيالا للانتظار بها لتقريب المسافة وبعدها وجدت الطائرة إذناً بالهبوط في مطار إنجمينا بتشاد، وركب الجميع على أمل السفر عن طريق تشاد، ولكنهم اضطروا للانتظار لمدة ساعة ونصف داخل الطائرة حتى أقلعت، وتقرر أن تكون وجهتها لأبوجا، وبعد أن هبطت في مطار أبوجا السادسة بتوقيت السودان، ليتم استئجار طائرة صغيرة لنقل الجثمان لبنين تحمل الجثمان وأسرة الراحل واللاعبين النيجيريين، ولكن رئيس البعثة أصر على توجه جميع أفراد الوفد لمدينة بنين، حيث استغرقوا ساعة بمطار أبوجا ومن ثم اتجهت الطائرة لمدينة بنين في رحلة استغرقت أيضاً ساعة، وبعد أن حصلت التوترات وتقررت العودة لأبوجا أقلعت الطائرة الساعة الحادية عشرة ووصلت أبوجا الثانية عشرة لتحل بفندق قولدن قيت الذي وصلته البعثة في الواحدة صباحاً، فكان الجميع مرهقين من بعد أن ظلوا في مطار الخرطوم منذ السادسة صباحاً واستقر بهم المقام في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، لتغادر بعدها الطائرة مطار أبوجا في الثانية ظهراً ووصلت الخرطوم العاشرة مساء. متوكل يوضح أكد السيد متوكل أحمد علي رئيس البعثة أنه لن ينسى هذه الرحلة للأبد، لأنها رحلة الأحزان والوفاء، فكان الحزن كبيراً على فقدنا وكان الراحل ليس لاعباً عادياً فغيرته على الشعار كبيرة وكان منضبطاً محبوباً ويكفيه شرفاً أن فارق الحياة وهو يدافع عن الشعار الذي أحبه وكان لابد أن نواسي أسرته ونؤكد لهم عظمة وريادة المريخ، فكان وصول الوفد الكبير بطائرة خاصة له وقعه الكبير في نفوس الأسرة، والمريخ لن تنتهي علاقته بأسرة إيداهور بعد أن سلمناهم الجثمان وسنكون وفيين ومخلصين لأسرته مثلما كان الراحل وفياً ومخلصاً للمريخ. وعن سبب إبعادهم لممثل الإتحاد قال متوكل إن جميع الرياضيين قدموا لهم العزاء ووصلهم أكثر من 60 فاكساً من الإتحادات المحلية وأندية خارجية، والإتحاد العام المؤسسة الوحيدة التي لم تقدم العزاء ولم ترسل حتى برقية بالفاكس، ولذلك قررنا أن نبعد ممثلهم لأنهم لم يكونوا حريصين على تقديم العزاء لنا. القنوات الفضائية وثّقت الحدث وثّقت قنوات النيل الأزرق والشروق والتلفزيون القومي وبرنامج صدى الملاعب، وثقت تشييع الجثمان من مطار الخرطوم وحتى مطار بنين وتسليمه لأسرته. متوكل قاد البعثة باقتدار نجح السيد متوكل أحمد علي في قيادة البعثة باقتدار ورغم المشاكل الكثيرة التي واجهتها بدءاً من مطار الخرطوم وأبوجا وانتهاء بمطار بنين، ولكنه أفلح في تذليل جميع الصعاب. كلتشي خير دليل كان محترف المريخ النيجيري كلتشي خير دليل للبعثة من واقع معرفته بالمنطقة ونجح في تذليل العقبات خاصة في مطار بنين، وسارع واتصل بالشرطة عندما علم بوجود بعض المتشنجين، وكان حبل الوصل بين المريخ وأسرة الراحل. البعثة تقيم بأبوجا على نفقة الطيب قام قنصل السودان الفخري بنيجيريا والقطب الرياضي المعروف محمد عثمان الطيب بإنزال الوفد المريخي الذي غادر لتسليم جثمان لاعب الفريق الراحل ايداهو بفندق قولدن قيت بأبوجا بعد أن تم تسليم الجثمان لذويه، وذلك على نفقته الخاصة في لفتة وجدت الاستحسان من الوفد.