تحدثنا في المقال السابق عن التنبؤات التي رقمها العلامة المذكور في كتابه القرون حول الأحداث الجسام التي ستحدث في منطقة الشرق العربي الإسلامي.. والتي حدثت بالفعل، ومما ذكرناه آنفاً عودة اليهود إلى فلسطين، وقيام دولة إسرائيل، وحرب حزيران 67، وانتصار المصريين في حرب أكتوبر 73.. ونورد ها هنا ما تضمنه الكتاب المذكور من إشارات بينة للثورة الإسلامية في إيران، وعودة الخميني من منفاه في فرنسا، ونجاح الثوار في القضاء على الحكم البهلوي.. يقول: في تنبؤئه رقم (70): ثورة وحرب ومجاعة لن تتوقف في إيران التعصب الديني سيخون الشاه الذي ستبدأ نهايته في فرنسا على يد رجل دين معتصم في معتزل أما ما حدث في العراق من حرب ضروس، قضت على الأخضر واليابس، تحالف فيها الصليبيون لغزو البلاد وكسر شوكتها، ونهب ثرواتها؛ فقد ورد في النص التالي: وسوف تتم حملة جديدة، ما وراء البحر المتوسط لإنقاذ الأندلس، التي يُهدّدها النهوض الأول للمحمديين (إشارة للاستعمار الغربي للبلاد العربية). والمكان الذي كان به مسكن إبراهيم في الماضي البعيد (أي العراق) سوف تُهاجمه رسل المسيح (إشارة للعدوان الصليبي على العراق). أما التنبؤات التي لم تحدث بعد فتتناول الغزو العربي الإسلامي لأوروبا وتدميرها فقد ورد في بدايات الفصل (14) :من الشرق سيأتي العمل الغادر الذي سيُصيب إيطاليا وورثة رومولوس، بصحبة الأسطول الليبي.. ارتجفوا يا سكان (مالطا) والجزر القريبة المقفرة. وفي الفصل (27) يقول المؤلف: بمقدار ما نبتعد في المستقبل، يغدو من الصعوبة بمكان، أن نربط بين الأحداث، التي ستعيشها البشرية في انحدارها الأقصى. إلا أن التكرار المتواصل للتاريخ متشابه، وعلى شبكته المُتجدّدة باستمرار، يُمكن أن تُطرّز سلفا المعركة الأخيرة والمُخيفة، التي سيظفر بها الشرق البربري على الغرب المسيحي. ويوضح التنبؤ التالي الكيفية التي يتم بها الغزو العربي الإسلامي لأوروبا:مستفيدين من الانقسامات التي سيُثيرها المسيح الدجال، ومن الضعف والفوضى الناتجة عن مذاهبه، ينجح العرب والآسيويّون والمغول في اجتياح أوروبا، بعضهم عبر إيطاليا وإسبانيا كما هي العادة، والآخرون عبر القارة والجو، في حين تنهار فرنسا والكنيسة، ويتعرض البابا بالذات إلى الاغتيال وسط الفساد العام، تظهر ظواهر مرعبة في السماءوتبقى لنا كلمة نعقب فيها على ما تضمنته النبوءات في ضوء الحديث الشريف: كذب المنجمون ولو صدقوا .