نوسترا داموس طبيب فرنسي وعالم فلك شهير، ينحدر من أصول يهودية، ولكن جده اعتنق المسيحية، وحرص على تعليم حفيده اللغات القديمة كاليونانية واللاتينية والعبرية، إلى غير ذلك من اللغات الأوروبية. وزاول الطب ولكنه وجد في الفلك ضالته، فاستغرق فيه دراسة وبحثاً وتأملاً، فكان من ثمرات ذلك صدور تنبؤاته التي صدرها بالعناوين التالية: القرون والإنذارات والتنبؤات. كتب التنبؤات بشكل مقاطع شعرية من أربعة أبيات مبهمة المعاني، ومليئة بمختلف المصطلحات، من لغات متعددة مثل اللاتينية و البروفنسالية والإيطالية وغيرها ... ولقد احتوى كتاب (القرون ) على بعض التنبؤات من ستة أبيات شعرية، سماها (السداسيات) و أخرى سماها (الإنذارات ) وقد استعمل طريقة الجناس التصحيفي، أي تغيير أماكن الحروف في الكلمة، أو حذف أو تغيير حرف أو حرفين منها، أو استخدام الأسماء القديمة والمنسية للمدن والدول التي كان يعنيها في تنبؤاته، وذلك لإخفاء المعنى عن العامة من الناس.. وذلك حتى لا يقع في قبضة محاكم التفتيش، التي كانت تحرق كل من يدّعي معرفته الكهانة والسحر . ولقد ساعدته واستعانت به الملكة كاترين دي مديتشي ملكة فرنسا، مما ساعده في نشر كتابه، دون خوف من محاكم التفتيش، ولكنه أبقى على الترميز فيه، واستمر في البلاط الفرنسي إلى أن مات سنة 1566 ميلادية.. لقد حظيت التنبؤات باهتمام كل الغربيين، لما تضمنته من وقائع حدثت بالفعل، وكان لها تأثيرها البالغ في رسم مسار التاريخ، كالحربين العالميتين، ولكن تحليل الإشارات المبهمة التي حفلت بها يحتاج إلى إحاطة بالتاريخ القديم، والأساطير اليونانية القديمة، وبعض أسماء المدن والبلدان التي ورد ذكرها في التوراة والإنجيل.. وعليه فإن من العسير على القارئ العادي إدراك الدول والأشخاص الذين تعنيهم النبوءة.. ونستشهد في هذا السياق بنبوءته المتعلقة بهتلر والحرب الكونية الثانية.. فقد صحف الاسم ليقرأ هسلر.. ولكن الوقائع تشير إلى هتلر، يقول: البهائم التي يدفعها الجوع ستعبر الأنهار الجزء الأعظم من ساحة المعركة سيكون ضد هسلر سيجر القائد العظيم في قفص حديدي عندما لا يراعي ابن ألمانيا أي قانون وقد اهتم كثير من الباحثين العرب بتقصي ما ورد في النبوءات من إشارات بينة للأحداث الجسام، التي تعرض لها العرب في القرنين الماضيين، وما لعله يحدث في مقبل الأيام، وسنورد بعد ما ورد من تنبؤات حول أهم الأحداث التي وقعت بالفعل، مثل: عودة اليهود لفلسطين.. والتي تقول: القرن الثاني : النبؤة التاسعة عشر قادمون جدد سيبنون مدنا بلا دفاعات ويحتلون أماكن غير قابلة للسكن بسعادة يضعون أيديهم على الحقول والمنازل والأرض والمدن فيما بعد سيكون في هذه الأرض المجاعات والأمراض والحروب التي تستمر وقتا طويلاً وعن حرب الأيام الستة ( 5 يونيو 1967) يقول: القرن الثالث : النبؤة السابعة والتسعين قانون جديد أراضي جديدة ستحتل في سوريا والأردن وفلسطين وستتقوض القوة العربية وستنهار عند الانقلاب الصيفي 12 يونيو وعن حرب أكتوبر 1973 يقول: السداسية الحادية والثلاثين السلالة التي واجهت المخاطر والمجازفات التي لم تخسر أبدا حربا في بلد قريب من فكرة المسيحية عند المغادرة ستفاجأ بعمل غريب تقوم به مصر أما شعب مصر فسيكون مبتهجا بهذا الإنجاز وسوف نقدم في المقال التالي الأحدات التي وقعت في العراق، وتلك التي في سبيلها للحدوث في المستقبل القريب.. ولنا تعقيب بعد ذلك يتناول دلالات الحديث النبوي الشريف كذب المنجمون ولو صدقوا .