د.إسماعيل صديق عثمان إسماعيل/* أستاذ العقيدة والاديان المقارنة. [email protected] قال عباس خلال كلمة ألقاها في الاممالمتحدة الايام الماضية : \"جئتكم من الأرض المقدسة لأقول بعد 63 عامًا من النكبة \"كفى كفى كفى \". ثم أضاف: \"في خضم الربيع العربي فإن ساعة الربيع العربي دقت وقد دقت ساعة الربيع الفلسطيني واستقلاله، وشعبي يريد ممارسة حقه للتمتع بوقائع عاديه كغيره من أبناء البشر\" .. وقد علق إسماعيل هنية في حديث إلى الصحافيين قائلا : \"نحن لا نريد أن نتسول هذه الدولة، فالدولة تُنتزع ولا يتم وهبها ولن تأتي في سياق هذه المساومات ، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد حصلت على وضع «مراقب» في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22/11/1974 بموجب قرارها الرقم 3237. وفي 15/11/1988 صدر «إعلان الإستقلال» عن الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي مهّد لصدور القرار الرقم 177/43 عن الجمعية العامة في 15/12 من نفس العام، والذي جرى من خلاله تغيير اسم «م.ت.ف» إلى «فلسطين»، وهو القرار الذي يأخذ علماً بإعلان الاستقلال ويؤكد على «ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة سيادته على أرضه المحتلة منذ 1967»، حيث صوتت 104 دول لصالح هذا القرار ، ويؤكد كافة فقهاء القانون الدولي الإنساني أن التوجه الفلسطيني الى الأممالمتحدة للإعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967 يتوافق مع القانون الدولي وكسب شرعية من قرارات الأممالمتحدة التي اعتبرت أن الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي هي أراض محتلة ويكتسب الأسرى الفلسطينيون في حالة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة عدة مميزات أولها الصفة الشرعية القانونية باعتبارهم أسرى حرب ومقاتلين شرعيين، والثانية أسرى دولة مستقلة محتجزين كرهائن يتوجب إطلاق سراحهم فورا وإلغاء كافة الإجراءات والأحكام غير القانونية التي صدرت بحقهم، وثالثا حقهم في رفع دعاوى ضد اسرائيل عن ممارسات وانتهاكات ارتكبت بحقهم خلال اعتقالهم واحتجازهم. فالتوجه للأمم المتحدة خطوة الى الأمام ، وخطوة تضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي ومؤسساته، ولهذا تعتبرها اسرائيل كارثة ، وكأن أبواب جهنم ستفتح أمامها فحتى لو اتخذ مجلس الأمن من خلال الفيتو الأمريكي موقفا ضد الاعتراف بالدولة ، فحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني يصبح العنوان الأساسي والأهم الذي على كافة الدول تحديد مسؤولياتها ودورها لتحقيقه وتنفيذه على أرض الواقع .وقد دار جدل واسع – إبان الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق – والتي سميت زوراً وبهتاناً الحرب على الإرهاب- عن علاقة الصهيونية المسيحية وسر تبنيها لمشاريع اليهود ذلك السر الذي لم يعد خافياً .. بل ظهر جلياً في تصريحات القادة الأمريكيين بقصد منهم أو بغير قصد .. ولعل البعض يستغرب من علاقة الصهيونية بالمسيحية .. فالمسيحية دعوة دينية تدعو إلى عصمة الكتاب المقدس والعودة الحقيقية للمسيح وقيام حكمه الألفي الذي تكون عاصمته مدينة القدس ، أما كونها صهيونية فذلك لأنها تدعو ضمن دعوتها إلى وجوب عودة اليهود إلى أرض الميعاد (فلسطين) تحقيقاً للنبوءات التوراتية التي يؤمن بها المسيحيون وقد يطلق على الصهيونية المسيحية أسماء أخرى منها على سبيل المثال (الأصولية الإنجيلية) أو (الأصولية المسيحية) أو (الصهيونية غير اليهودية) وكلها في تقديري اسم لمسمى واحد. ولعلنا نقف علي أسباب هذه العلاقة بين الصهيونية والمسيحية في هذا المقال ونبين الرابط بينهما ، فقد ظهرت الصهيونية المسيحية بعد ربط الإيمان المسيحي بعودة المسيح بقيام دولة صهيون، أي بتجميع اليهود حتى يظهر المسيح فيهم مرة ثانية. وقد جاء في دائرة المعارف البريطانية: (إن الاهتمام بعودة اليهود إلى فلسطين قد بقى حياً في الأذهان بفعل النصارى المتدينين، وعلى الأخص في بريطانيا أكثر من اليهود أنفسهم) ويؤكد ذلك ما ذهب إليه وايزمان وهو زعيم يهودي صهيوني (1874) اجتمع مع بلفور عام (1906م) – الذي يقول: (إن من الأسباب الرئيسية لفوز اليهود بوعد بلفور ، هو شعور الشعب البريطاني المتأثر بالتوراة ، وتغنيه بالشوق الممض لأرض الميعاد). وتذكر المراجع أن أول من دعا إلى البعث اليهودي في فلسطين هو اللاهوتي الإنجليزي توماغس برايتان (1564-1607م) وتلميذه هنري فنش عضو البرلمان البريطاني الذي كتب عام 1621م أن اليهود سوف يعودون إلى بلادهم ، ويعيشون بسلام هناك إلى الأبد ، تحقيقاً لصالح الديانة المسيحية ، بعد أن يسودوا أعداءهم الذين يسمون في الكتاب المقدس (جوج وماجوج) وفي هذا الوقت- أي في القرن السابع عشر – قامت في إنجلترا حركة التطهير التي تعاطفت مع اليهود واستخدمت العبرية في الصلوات، وفي تلاوة الكتاب المقدس وشددت على مفهوم الشعب المختار وقد تميزت حركة الصهيونية المسيحية بالتأثر بالمثالية العبرية كما تظهر في الكتاب المقدس وتعاطفت مع آلام اليهود في الماضي والحاضر وما نشاهده اليوم في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ومعهما بريطانيا لأصدق دليل لما وصفنا. ويدعم اليهود تمسك الصهيونية المسيحية بمواقفها تجاههم بالترويج بأن الله لم ينعم على أمريكا بالقوة والثروة إلا بسبب تأييدهم لليهود ودعمها لإقامة دولة إسرائيل المزعومة ، وبترسيخ الفهم القائل بأن عودة المسيح تسبقها عودة اليهود إلى فلسطين، وأن العودتين التي تتحقق الآن بتدخل إلهي ، ولكن الواقع يقول أن العودتين في الاعتقاد السائد اليوم يمكن ان تتحققا بعمل البشر والبعث اليهودي الذي هو تمهيد للمجيء الثاني للمسيح يعمل جاهداً اليوم وفي ثبات في إنجلترا وفي كثير من البلدان الأوربية كل ذلك في سياق أن العالم يشرف على النهاية وأن ألفاً من السنين تتميز بالمودة والسلام والأخوة ستبدأ بعد تلك النهاية. وقد انتشرت هذه الفكرة على يد المبشر البريطاني جون داري الذي قسم التاريخ إلى حقبات تحددها كيفيات التدخل الإلهي وبشر يقرب تحيق النبوءات مع التشديد على الأمر الإلهي بعودة اليهود إلى فلسطين بالمجيء الثاني الحقيقي للمسيح. وفي برنامج عطر المجالس بقناة النيل الأزرق والذي كان يقدمه الأستاذ عمر عبد القادر تحدث أحد ضيوفه عن سيل من النبوءات بعضها يبشر بالمجيء الثاني للمسيح وأنه بات وشيكاً مما جعل القادة الأمريكيين يعتقدون أنهم مدفوعون بمشيئة الله وأرادته في تبني الحرب العراقية وأنه لابد من غزو بلاد العراق تمهيداً للعودة والمجيء الثاني للمسيح. وقد يتساءل البعض عن كيفية انبعاث الحركة الصهيونية المسيحية من طائفة البروتستانت مع ما بينهما من اختلاف ظاهري، فهم –البروتستانت= الذين أحدثوا الانقلاب والتمرد ضد الكنيسة الكاثوليكية في أوربا وأطاحوا بحق البابوات في احتكار تفسير الكتاب المقدس وفهمه بل وأطاحوا بالكهنوتية التي كانت جاثمة على صدر أوربا في القرون الوسطى خاصة نبوءات العهد القديم ولكن في الحقيقة ليس هناك خلاف جوهري بين الحركتين لأن كلاً منهما مطعمة بالفكر اليهودي والقصائد التوراتية وإن وجد خلاف فهو خلاف فكري أكثر منه عقدي كالخلاف في عودة المسيح فعند الأولى عودة حقيقية لكنها عند البروتستانت عودة معنوية تتمثل في انتشار المسيحية وهيمنتها. وقد يقول قائل أن العداء الذي بين اليهودية والمسيحية عداء تاريخي فكيف يتبنى المسيحيون قضية اليهود في العودة لأرض الميعاد مع الخلاف العقدي أيضاً الذي يتمثل في رفض اليهود الإيمان بأن (يسوع الناصري) الذي تضمنت الأناجيل تاريخه وتعاليمه في العهد القديم هو المسيح الذي بشرت به وبمجيئه نبوءات العهد القديم – لهذا عظم النصارى العهد القديم – ويتمسك اليهود بأن المسيح المولود لم يأت بعد، كما ورد في التلمود أن المسيح الناصري ابن غير شرعي وهو ساحر ومشعوذ وقد صلب في ليلة عيد الفصح اليهودي وهذه الاختلافات والتي هي مثل نزاع بينهم عميق استمر حقب كثيرة إلا أنها لم تمنع تبني الصهيونية المسيحية قضية اليهود التي نتحدث عنها لأرض الميعاد لأسباب أخرى منها السياسي والديني والفكر الأشد قوة هو أن الصهيونية المسيحية ذات معتقد يقوم على العمل لإعادة اليهود إلى فلسطين للتخلص منهم ولتحقيق وعد الله لهم إلى أن يأتي المسيح، وحينها يتحولون إلى مسيحيين مؤمنين وما حدث من عداء بين اليهود والمسيحيين يمكن أن نعزوه إلى خطأ في التطبيق لهذه العقيدة وعدم فهم لها. ومن أهم عقائد (الصهيونية المسيحية) عقيدة المجيء الثاني إذ تعد إحدى الأركان الأساسية للإيمان المسيحي والإيمان المسيحي يقوم على أن ملكوت الله يوجد من خلال شعبه الذي يومن به، ويجعله ملكاً على حياته، وسوف يعلن ملك الله للعالم بقوة في اليوم الأخر بالمجيء الثاني للمسيح ونحن الآن –حسب تصورهم- نعيش زمن ما بين المجيئين للمسيح فالمجيء الأول منذ ألفي عام وهم الآن يترقبون مجيئه الثاني وينتظرون الممهدات التي يجب أن تسبق ظهوره، ومن هذه الممهدات ، عودة اليهود إلى أرض الميعاد ومن ثم قيام دولة يهودية على هذه الأرض وقد تم ذلك بالفعل عام 1948م حينما أعلن اليهود قيام دولتهم هناك. وبعدها الاستيلاء على مدينة القدس وقد تم ذلك أيضاً عام 1967م ومن ثم قيام معركة (هرمجدون) وهي معركة فاصلة نووية يعتقد الإنجيليون المتهودون أنها ستقع في سهل القدس وعكا، وأن التنبؤ بها ورد في أسفار حزقيال ويوحنا ويوشع ، وتقولب هذه النبوءات : قوات الكفار من المسلمين والملحدين سوف تدمر فيها إلى أن يظهر المسيح فوق المعركة ويرفع بالجسد المؤمنين به ويخلصهم من الدمار ومن ثم يحكم العالم مدة ألف عام حتى تقوم الساعة، معظم المدارس الإنجيلية (الصهيونية المسيحية) في الولاياتالمتحدة تدرس النظام الديني ونظرية (هرمجدون) وهناك في أمريكا (خمسة وثمانون) مليون أمريكي يعتقدون أن الحرب النووية لا مفر منها وذلك عبر هرمجدون النووية وأن الإشارة لذلك وردت في الكتاب المقدس وقد جاء ذلك في استفتاء تم في عام 1984م . والإيمان بهذه المعركة أصبح حتمياً بحيث تعدى الأشخاص العاديين ليصل إلى أعلى المراكز فالرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان قبل تفسيراً توراتياً لنبوءة تقول: بأن هرمجدون نووية وانها أمر لا يمكن تجنبه وكثيراً من التي تتحدث هناك عن هرمجدون. وبالطبع كما أسلفنا تستند هذه العقيدة على الإيمان بنصوص توراتية وإنجيلية وتعد هذه النصوص بالسعادة الأبدية وقد ورد تصريح واضح بذكر هرمجدون في سفر جزقيال (38: 39) وفي رؤيا يوحنا (16: 20: 1-10) واشعياء (11: 15-16) (ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات، فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس . ورابت من فم التنين ومن فم الوحش ، ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح. نجسه، سبه، ضفادع. فإنهم أرواح شياطين ، صانعة آيات تخرج من ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم، يوم الله العظيم ، يوم الله العظيم ، يوم الله القادر على كل شيء، ها أنا آتي كلص. طوبى لم يسهر ، ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عريته. فجمعهم إلي الموضع الذي يدعى بالعبرانية هي هرمجدون ، ثم سكب الملاك السابع جامه علي الهواء فخرج صوت عظيم من هيكل السماء من العرش قائلاً: قد تم. فحدثت أصوات ورعود وبروق وحدثت زلزلة عظيمة، لم يحدث مثلها منذ صار الناس علي الأرض زلزلة بمقدراها عظيمة هكذا). والمسلمون يؤمنون بأن عيسى – عليه السلام – رفع حياً ولم يصلب وأنه ينزل قرب قيام الساعة يقتل الخنزير ويكسر الصليب كما يقتل مسيح الضلالة الدجال ويضع الجزية ولا يقبل إلا الاسلام، يحدث هذا أخر الزمان وهو من علامات الساعة لدي المسلمين وهذه من مسائل العقيدة التي يجب الإيمان بها وقد جاءت بها نصوص تدل عليها . الخطورة تكمن - بعد الذي أوردناه عن فكرة الصهيونية المسيحية - في أن هذه الحركة تملك امكانيات مادية عظيمة يعدد بعض أوجه خطورتها الأستاذ صالح بن عبد الله الهذلول في مقال له بمجلة البيان عدد رقم 178 فيقول عن جهودها: شبكة تلفزيون (المحطة الجديدة) في فرجينيا بامريكا، تعرض برامج دينية على مدار الساعة والقائم عليها: الصهيوني المسيحي الأمريكي جيري فالويل . برنامج (يوم كشف النظام) التلفزيوني للصهيوني المسيحي ريتشارد دي هان ويصل إلي 4.75 ملايين منزل . برنامج المبشر الصهيوني المسيحي ديكس همبرد ويصل إلي 3.7 ملايين منزل ويبشر بتعالم سلفه سكو فيلد التي تقول : ( أن الله يعرف منذ البداية الأولى أننا نحن الذين نعيش اليوم سوف ندمر الكرة الأرضية). ومن بين أربعة آلاف مبشر مسيحي يشتركون سنويا في مؤتمرات الإذاعات الدينية والوطنية، هناك ثلاثة آلاف صهيوني مسيحي يعتقدون أن كارثة نووية فقط يمكن أن تعيد المسيح إلى الأرض. وهكذا يسعي الاسرائليون لأنشاء دولتهم المذعومة اسرائيل - قد علق د. القرضاوي على استعمالنا لكلمة المزعومة بقوله ( كدنا أن نكون نحن المزعومين ) - وأكرر المزعومة، بناء على النبوءات التي تبشر بالمجئ الثاني للمسيح وأنه بات وشيكاً وذلك ضمن معتقدات الصهيونية المسيحية وكيف أنهم يترقبون مجيئه الثاني وينتظرون الممهدات التي تسبق ظهوره ومن أهمها عودة اليهود إلي أرض الميعاد. إذن فعلينا وعلى الدعاة والأئمة الإحاطة بما ورد في السنة النبوية المطهرة من أحاديث آخر الزمان ونزول عيسى بن مريم عليه السلام وهو في عقيدتنا سيقضي على رموز وشعارات المسيحية فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وفي هذا دليل قاطع على أنه يبراء من دينهم الذي به يدينون، ثم بعد ذلك يصلي عليه السلام خلف المهدي المسلم والذي هو على شريعة خاتم المرسلين محممد صلى الله عليه وسلم وبالتالي بعد تعميق هذا الفهم نتصرف وفق ما يمليه علينا ديننا الذي وفر أعدل منهج للتعايش السلمي بين الاديان . كما يجب الالتفات للذي يحدث في الساحة الآن وهو من الخطورة بحيث لا يمكن تجاوزه والسكوت عنه فالمسيحية الصهيونية المسيطرة الآن على السلطة واشنطن ولندن تعتقد أن الشرط الأساسي لانتشار الحضارة الأوربية هو تحطيم الإسلام في حرب دائمة لن تضع أوزارها إلا بعد أن يموت بوساً آخر حفيد لإسماعيل أو يرد على عقبيه إلى أعماق الصحراء لأن الإسلام هو أكبر منفي لأوربا - وهذا قول (أرنست رينان) المؤرخ ذائع الصيت وقد قال هذا الحديث عام 1862. وأقوالهم وأفعالهم تتضمن اعلان الحرب على الإسلام كدين وليس ما يسمى بالإرهاب الذي كانوا يتخفون وراءه، عشرات الجمل بل مئات تأتي مثل ( الرسول محمد أرهابي – القرآن كتاب يحض على العنف - إله المسلمين وثن – عندما نحاربهم فإننا نجارب الشيطان – الخ .. ) كل ذلك مرتبط بعقيدتهم وتمهيدهم لمعركة هرمجدون ليتم تجمع اليهود في فلسطين ويتم بعدها هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على انقاضه. فما هو موقف المسلمين إزاء كل هذا فالضعف المادي الراهن الذي تعيشه الأمة وهو لا يبرر من الناحية الشرعية بالطبع التقاضي عن ما نسمع وما نرى ونترك فريضة الجهاد والإعداد لها ونكتفي بالوقوف أمام أعضاء الاممالمتحدة التي هي يد اسرائيل وربيبتها أمريكا صاحبة الفيتو والفتوة ، فنستغني بذلك عن منهجنا ونغير خطابنا الديني وثقافتنا واستقلالنا ونستسلم ، وهذا لن يكون ولا يصلح أن يكون فعلى المسلمين عامة وأهل العلم خاصة وعي خطط الأعداء وخاصة تلك الخطط التي كشفنا بعضاً منها والتي لم تعد خافية ولنتعلم كيف نتعامل مع الأحداث عند وقوعها أو عندما يأتي وقتها وذلك بالتخطيط لها وأؤكد علي أن دور الدعاة الآن أكثر أهمية وخطورة والواقع خير دليل. كما يجب على علماء المسلمين دراسة هذه العقيدة - عقيدة الصهيونية المسيحية- جيداً والنظر إليها بجدية ودراسة تأثيرها في رجال السياسة وقراراتهم وأثر ذلك وانعكاسه على المسلمين وعلى واقعهم الحالي عندها فقط نملك أسباب القوة وينفتح لنا باب السلم ونؤسس جبهة إسلامية لمحاصرة هذه العقيدة التي تسعى لتدميرنا . أما القواعد الأساسية التي تحكم علاقتنا بأهل الكتاب أو المشركين أو غير المؤمنين بأي دين من الأديان فهي : 1/ المسلمون ملتزمون بحسن العلاقة مع غيرهم من بني البشر لأن الأصل في الإسلام هو السلام ونشر العدل بين الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم . 2/ عداوة المسلمين تنصب حصراً على الذين يقاتلونهم ويحاربونهم لتغيير دينهم أو الذين يعتدون على حرماتهم النفس والوطن . 3/ المسلمون لا يحاربون ولا يتعادون ولا يعلنون الجهاد مع الآخرين بسبب عقيدتهم ولكن دفاعاً عن النفس والعقيدة . وخير دليل على سماحة المسلمين ما حدث عندما شنت أوربا الحروب الصليبية التي دامت قرنين كامليين واعتدوا على أراضي المسلمين ودخلوا القدس بمجزرة ذبح فيها سبعون الفاً من المسلمين وبعد مائتي عام جاء صلاح الدين الأيوبي وطردهم من القدس وكان أول المنبهرين بسماحة وحلم وسلم القائد هو أعداؤه المنهزمون .