والانتخابات على الأبواب انتظمت الأوساط الحزبية والسياسية حركة دؤوبة بدت آثارها واضحة في الشارع العام.. وبالتأكيد تحمل هذه الآثار ضمن ما تحمل ماهو جميل وما هو غير ذلك.. ومن الجميل أن يتنسم الناس عبق الديمقراطية وأن تسود روح التفاؤل بمستقبل سياسي زاهر.. ولكن من غير الجميل، أن تشوه الملصقات الإعلانية (العشوائية)- للكثير من المرشحين- ما تبقى من جمال العاصمة فهذه الملصقات التي ملأت مداخل الكباري ومداخل المؤسسات والجامعات والمحلات التجارية وأعمدة الإنارة.. نافست عشوائية ملصقات إعلانات الحفلات.. وإذا وجدنا العذر لملصقات الحفلات باعتبارها لا تعرف غير النظرة التجارية، وأن من وضعوها هم من جهلاء القوم الذين لا يرون في المظهر العام غير نجاح حفلاتهم.. فمن أين نأتي بالعذر للسادة المرشحين الذين نفترض فيهم المسؤولية وتغيير الصور (المقلوبة) والمظاهر السالبة.. ونظن فيهم خيراً بأن يهتموا بالمظهر الذي هو عنوان للجوهر. حقيقة لا عذر لهؤلاء المرشحين ولا لأحزابهم السياسية وهم يقدمون لنا مثلاً حياً لمقولتنا الشهيرة (فاقد الشي لا يعطيه).. فماذا نتوقع ممن يفتقد للتنظيم الداخلي وماذا نتوقع من تنظيمات تحتاج لخطوات تنظيم.. فمن يبدأ بالعشوائية وتشويه صورة العاصمة ليس جديراً بأن يقود مواكب التغيير.. ومن يبدأ بالطريق الخطأ لا يرجى منه غير الكثير من الأخطاء لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح. ما يحدث هو نقطة سوداء في دفاتر بعض الأحزاب السياسية، وما حدث يؤكد أن بعض هذه الأحزاب لا هم لها إلا أن تفوز ولا يهم بعدها.. مثلها مثل منظمي الحفلات التجارية أصحاب النظرة القاصرة التي لا ترى إلا شباك التذاكر.. ونرجو ألا يخرج علينا غداً من يقول إن من وضعوا هذه الملصقات هم صبية خالفوا تعليمات الأحزاب وتصرفوا من عند أنفسهم.. لأن هذا هو العذر الأقبح من الذنب، لأنه من المفترض أن تكون هناك متابعة ورصد دقيق لكل نشاط الحملات الانتخابية من كل المرشحين وأحزابهم.. وإذا كنا قد عذرنا البعض وسياراتهم تجوب الأحياء في وقت القيلولة تحرم الناس الراحة، فلن يكون هناك عذر للتصرف غير المسؤول في هذه الملصقات.. ولا نملك غير أن نتأسف ونتحسر، ولن نقول ( فعلوها الصغار.. ووقع فيها الكبار..) لأنه فعل الكبار الذي أدهش الصغار.. ويا السادة المرشحين سلام.