في السودان يسمون العوض وعواض وعووضه ، وفي مصر يسمون ألعوضي ، ومن أشهر الأسماء التي تحمل اسم ألعوضي في مصر الشاعر ألعوضي الوكيل ، وفي السعودية يسمون عوضه بضم العين وعيضه ومعيض ، كل هذه الأسماء تيمنا بالعوض من عند الله سبحانه وتعالى ، على فكرة رغم ان هناك مئات الآلاف وربما الملايين من يحملون اسم العوض وناس العوض في السودان الا ان ثقافة التعويض معدومة في بلادنا ، في جميع عهود الحكم منذ الاستقلال وحتى تاريخه في السودان تعرض الكثيرون إلى الظلم والغبن والشرشحة والتعذيب النفسي والبدني ولكن رغم ذلك لم يطالب هؤلاء الضحايا بالتعويض من جلاديهم والذين تسببوا في ضررهم ، اعتقد ان ذلك يعود إلى طيبة الناس في السودان والطيبة في الوقت الحالي تعني الهبالة والدهلوة من ( دهل ) ، في اليوم الراهن يتطلب ان يكون الإنسان ابن جنية يلعب بالبيضة والحجر ، لذا ادعو جميع الاحياء من أبناء جلدتنا الذين تعرضوا إلى الغبن والظلم إلى رفع دعاوى ضد الأشخاص الذين تسببوا في جهجهتهم ، ومن هذا المنطلق ادعو صديقنا صلاح حاج سعيد وهو من ضحايا الطالح العام إلى رفع قضية ضد الحاقدين الذين تسببوا في فصله من عمله ، بالمناسبة اذا كسب صاحبنا حاج سعيد القضية فيكون الرماد كال الذين تسببوا في سيناريو الصالح العام ، يا ويلكم ورآكم والزمن طويل ، عموما صدقوني لو كان العبد لله على رأس العمل في الخدمة العامة في السودان أيام هوجة الطالح العام لتم إقصائي من قولة تيت لأنني رجل متمرد بطبعي ولا يعجبني العجب ولا الصيام في رجب ، وأقول للأعور اعور في عينه وقد كنت ولا زلت ذلك الرجل ، المهم سامحوني في نرجسيتي التي تطلبتها مجريات الكتابة ، اذكر قبل عدة سنوات قام زعيم الجماهيرية العربية العظمي العقيد معمر ألقذافي بطلب تعويض من ايطاليا نتيجة لمعاناة الشعب الليبي من المستعمر الايطالي لعقود طويلة ، لكن الطليان اذا قاموا بتعويض ناس ليبيا فربما تعلن ايطاليا إفلاسها كما فعلت جارتها اليونان ، أما أشهر قضايا التعويض فتتمثل في قيام الأمريكيين الأفارقة برفع دعاوى ضد استرقاق أسلافهم من قبل الأمريكان البيض ، لكن يبدو ان هذه الدعاوى اندثرت ، بعد فرحة وصول الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى سدة الحكم ، للأسف الإنسان في السودان يمكن ان يصبح ملطشة لأصغر مسؤول حتى ان كان في درجة التجمد الوظيفي ، احد أصدقائي من المغتربين يعمل في وظيفة مرموقة في ألغربه حدثني عن تعرضه للبهدلة في شارع من شوارع العاصمة القومية من قبل شرطي مرور ، الرجل اقسم بعظمة لسانه انه لم يخالف التعليمات ولم يقطع الإشارة الضوئية ، وانه اذا كان في دولة تحترم حقوق الإنسان وتقدم بشكوى ضد خصمه فسوف يكسب القضية ولكن لان الواقعة حدثت في السودان بلد العجائب فقد عاد ب( صمة الخشم ) وهو يرفع عقيرته بأغنية منه العوض وعليه العوض يا ناس العوض ، عجايب وحكم .