من سيعوض مشاعر الأمة المجروحة جراء الفيلم المسيء لأفضل البشر أجمعين ، الملايين في العالم الإسلامي خرجت خلال الأيام الماضية وعبرت عن غضبها كل بطريقته ، لكن يبقى السؤال الكبير من سيعوض المكتوين باستفزازات الحمقى الحاقدين على المشهد الإسلامي ، طبعا لا أتصور أن الفيلم المسيء سيكون آخر محطات هؤلاء الملاعين للكيد والنيل من أبناء الأمة ، إذن يتوجب أن نكون جاهزين للرد عليهم عبر سماحة الإسلام ومنطق العقل ،ولدينا ولله الحمد مئات الألوف من العلماء وأهل الفكر للرد على كل ما يمس معتقدنا ، لأن التعبير بالمظاهرات والقتل لن يكون شافيا للرد على الحانقين على الإسلام ، كما أن دعوات مقاطعة السلع الغربية لن يكون مجديا لأن العالم الإسلامي سبق وأن جرب هذه الطريقة أبان الرسوم المسيئة ولكن لم تجد هذه الوسيلة ، وطالما أن المسألة تتعلق بالتعويض أقول بالفم المليان أن ثقافة التعويض في السودان معدومة ، إذ أن مئات الألوف من الحالات منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا تستوجب التعويض ولكننا نقف عاجزين عن ذلك ، المتضررون في جميع أرجاء العالم يقاضون خصومهم وجلاديهم ، معظم شعوب العالم تعرف آلية المطالبة بالتعويض ، في مجتمعنا تسود عبارة «منه العوض وعليه العوض « ، اسمعوني ، في السودان يمكن أن يصبح الإنسان ملطشة ويتعرض للبهدلة والتجريح من اصغر كادر حتى وان كان في درجة التجمد الوظيفي ، يعني بالمفتشر موظف كحيان لا يهش ولا ينش ، يمكن أن يبهدل الإنسان ، ويشرشح سنسفيل أيامه ، قبل أيام التقيت بأستاذ جامعي مرموق وفضفض عن تعرضه للبهدلة من قبل شرطي مرور ، الرجل اقسم انه لم يرتكب مخالفة ولا يحزنون ، صاحبنا حاول أن يعرف تهمة توقيفه ولكن بدون فائدة ، ومثل هذه المشاهد تحدث كثيرا فيما يسمى بجهاز المغتربين ، وفي إدارة شرطة حماية المجتمع والذي منه ، صدقوني إذا حدث مثل هكذا سيناريو في دولة تحترم قيمة الإنسان لقامت الدنيا ولم تقعد ولتم تعويض المتضرر نتيجة لتعرضه للاهانة ، جمعيات وهيئات حقوق الإنسان في مختلف أرجاء العالم تقف على سنجة عشرة لنصرة المظلومين واخذ حقوقهم من الظلمة ، للأسف منظمات المجتمع المدني المسؤولة عن حقوق الإنسان في السودان تركض فقط وراء القضايا السياسية البراقة أما الغلابا الذين يتعرضون للظلم فكان الله في عونهم ، في هونج كونج رفع مواطن دعوى ضد الحكومة بعد سقوط فرع شجرة عتيقة عليه وكسر فخذه ، الرجل المصاب حصل على التعويض المناسب ، هل يمكن أن يحدث مثل هكذا سيناريو في السودان ، وفي نيويورك حصل بواب سابق على تعويض قدره 7 ملايين دولار من سلطات النقل بعد انزلاقه في روث حمام وتعرضه إلى إصابات في انفه ورقبته ، وفي سنغافورة طالب سجين سابق بتعويضه 209 ألف دولار أمريكي نتيجة لتلقيه ثلاث جلدات إضافية عقب اتهامه في إحدى القضايا ، المواطن لدينا لو سجن وضرب وانزلق في روث إنسان لا احد يعوضه لأننا من أنصار منه العوض وعليه العوض .