عبده الذي ( يرمي بشرر) لا يمت بصلة قرابة إلى صاحبكم عبده بيه المتخلف الذي يتردد اسمه كثيرا في صاحبتكم صرخه ، المقصود هنا عبده خال ، نعم عبده خال الروائي السعودي المعروف في المشهد الثقافي العربي من الماء إلى الماء وصاحب رواية ( ترمي بشرر ) ، التي فازت بجائزة البوكر العربية ، بالمناسبة رغم ان محسوبكم وعبده خال يعملان في مؤسسة صحافية واحدة لكن لا نلتقي كثيرا ، فالرجل يأتي إلى القسم الذي يعمل فيه ليلا ، على فكرة الدكتور حامد بدوي ابن جلدتنا هو أول من تنبأ ان عبده خال سيكون له شأن في السرد ، وصدقت توقعاته وأصبح خال من أشهر كتاب الرواية في الخليج وربما في العالم العربي ، الشيء الطريف ان صاحبنا خال بعد ان نقلت وكالات الأنباء خبر فوز روايته بجائزة البوكر ذاب في زحام الحياة وأغلق هاتفه الجوال ، وتوقع العديد من أصدقائه انه ربما يكون قد أصيب بصدمة الفرح الذي انتظره طويلا وأخيرا جاءه عبر رواية ترمي بشرر ، حتى الزملاء في القسم الثقافي في صحيفة (عكاظ) السعودية لم يتمكنوا من اصطياد عبده لإجراء حوار معه باعتباره ابنا للمؤسسة ، وجحا أولى بلحم توره ، عموما في رواياته الثمانية الصادرة عن دار الجمل نجد ان تهويمات خال تتوزع بين حي الهنداوية الشعبي في مدينة جدة الذي شهد مرحلة تكوينه وقريته المجنه في محافظة صامطه على الشريط الحدودي ببن السعودية واليمن وبين مدن مغسولة بالتعب ورائحة المسك والانوار الباهرة ومشهد البحر والنوارس ورحلات الصيادين المتعبين وقوافل الحج في السنين الخوالي ، اذكر في مرة سألت عبده عن المردود المادي لرواياته ، فمال نحوي وقال بلهجة ساخرة ( فيك من يكتم السر ) ، قلت : سرك في بير يا أخي ، وعندها أباح انه حتى تلك اللحظة لم يصله شيء من ريع مبيعات روايته في الوطن العربي وانما يكتب ولكن يدرك تماما انه سوف يصل في يوم ما ، الآن بعد روايات الموت مر من هنا والطين وغيرها ، وصل عبد خال ولكن رحلة الوصول استمرت لأكثر من 20 عاما ، طبعا ابصم بالعشرة ان الأدب في الوقت الراهن ( لا يوكل ) عيش حاف ولا حتى خبز بتاب وهو أردأ أنواع الخبز، لكن في المقابل نجد ان قلة الأدب والمسخرة هي الرابحة في هذا الزمن الرمادي ، فمثلا فنانة مثل مقصوفة الرقبة هيفاء وهبي أو المطيورة روبي أو أي فنان نافش ريشه يمكن ان يتقاضوا في ليلة واحدة ضعف المبلغ الذي تقضاه عبد خال أو غيره من الأدباء في نصف قرن من الزمان ، انه منطق الزمن وماذا نفعل مع الزمن الخائن الذي يرمي بشرر ؟ ، عموما أتمنى وما نيل المطالب بالتمني أن تحصد صرخه ، جائزة الصراخ العربي ، ويصبح صاحبكم العبد لله بين ليلة وضحاها نافش ريشه مثل ديك الحبش .قولوا يارب . وصرخة يا السمحة أم عجن