ادعو بشدة إلى تطبيق التجربة الماليزية في الزواج ، ناس ماليزيا ما شاء الله يقومون بتأهيل العرسان الجدد قبل دخولهم القفص الحديدي ، وأي عريس أو عروس لا يقدمان شهادات تثبت التحاقهم بدورات التأهيل لا يتم عقد قرانهم ، ويقول لهم مأذون الانكحه ( انطلوا بالله ) ، نحن يا جماعة الخير أحوج ما نكون إلى تطبيق هذه التجربة لقطع دابر المد التصاعدي لحالات الطلاق خصوصا بين العرسان الجدد ، للأسف في الوقت الراهن نجد ان بعض العلاقات الزوجية تفشل من قولة تيت ، على فكرة التجربة الماليزية تتمثل في أقامة دورات لتأهيل عرسان الغفلة بكيفية مواجهة الحياة الزوجية وتكوين أسرة صالحة كما تتضمن التجربة فحص العروسين فحصا كاملا قبل الزواج ، وهو فحص غير موجود أصلا في السودان ، عموما ربما أفكر جديا في إجراء دراسة جدوى لمثل هذه الدورات ، وفي حالة ما ثبت انها مربحة سوف أفكر في استقدام مدرسات ومدرسين من ماليزيا لتعليم العرسان السودانيين كيفية استقبال الحياة الزوجية بدون منغصات ، خصوصا ان هناك الكثير من العرسان يدخلون القفص الحديدي وهم غارقون في الأحلام والرومانسية معتقدين ان الزواج مثل شربة الموية ولكنهم يصدمون حينما تقع الفأس على الرأس ويقول الواحد منهم ( اروب ) ، حكاية فشل الزواج من قولة تيت لها مبرراتها حيث ان الفتاة أو الشاب في أيام الخطوبة يتقمص الواحد منهما دور الممثل ( البارع ) في كتم عيوبه المتلتلة ، فالرجل الأحمق يظهر أمام العروسة بمظهر الشاب الرزين الذي يتمتع بكميات هائلة من الصبر لا يتحملها حتى الحمار( الضكر ) ، والعروسة المطيورة تظهر أمام عريس الغفلة بصورة الفتاة الناعمة والحالمة مثل السندريلا ، والشاب البخيل الناشف زي السعن يظهر أمام عروس الغفلة بصورة الفارس الكريم والبحبوح والأرباب الكبير ، إما الرجل ابو دم يلطش ( زي حالاتي ) فيظهر خفة الدم والنكات أمام عروسته وصاحباتها ، والعروسة النكدية تظهر أمام خطيبها بصورة المرأة الواعية والمتفهمة لكافة تصاريف الحياة ، إما المرأة الطماعة فتظهر بصورة القنوعة التي ترضى بالموية والكسرة ولكن كل هذه السيناريوهات ذات الإخراج العشوائي سرعان ما تظهر حينما ينفرد العريس بزوجته في بيت مستقل وتبدأ عمليات الزعيق والضرب من تحت الحزام والضرب بالصحون والكراسي وتوته توته تنتهي الحدوتة ويذهب كل واحد إلى حال سبيله ، إذن يا جماعة الخير التجربة الماليزية ربما تنقذنا من كثرة حالات الطلاق ، وتعيدنا إلى زمن الآباء والأجداد حيث كان هؤلاء يقاومون شيخوخة الحب في صلابة منقطعة النظير ، اسمعوني ، أبدع صورة للوفاء بين الازواج حتى في خريف العمر ومن بعد خريف العمر شاهدتها في زوجين مسنين من اليابان كانا يمسكان بأيدي بعضهما وهما في رحلة سياحية في دبي ، ما أروع ان نطبق التجربة الماليزية حتى لا يشيخ الحب ، تعالوا نطبق التجربة الماليزية خصوصا ان ماليزيا دولة صديقة وشريك أساسي للسودان في الكثير من المجالات التجارية والتعليمية إذن لماذا لا نتعلم منهم ، تحيا التجربة الماليزية .