قالوا إن العريس مستعجل، ولذلك فإن مراسم الزفاف سيتم اختصارها ! أحد العبطاء تساءل : وهل هناك عريس (طبيعي) غير مستعجل ؟!! شيء عادي أن يكون العريس، أي عريس، مستعجلا، ولو لم يكن مستعجلا لما أقدم على الخطوة !! لكن بعض الأمور تفرمل عجلة العرسان، وتجعلهم يتريثون صاغرين غصبا عن أنوفهم ! العرس في كل الدنيا له طقوس، لكن الطقوس السودانية يلعب الزمن دورا كبيرا فيها، فليس من السهل القفز على الخطوات المعتادة في هذه المناسبات، فهناك التعارف، وهناك التشاور، وهناك (قولة خير)، كما أن هناك (الشيلة)، وهي خطوة لها إجراءات، ومداولات، وهناك (العقد)، والعزومة، والحفلة، وحنة العريس، وحنة العروس. وأثناء كل ذلك هناك فترة إعداد العروس، وهي فترة يعرفها الجميع، وخصوصا بنات حواء ! فضلا عن المساحة الزمنية لإعداد قوائم المدعوين، وحجز مكان الاحتفال إن كان سيتم في مكان آخر غير المنزل. أقوى العوامل التي تفرمل استعجال العريس، عش الزوجية، والأثاث الذي يجب تجهيزه للبيت الجديد. طبعا العش يمكن أن يكون نصف غرفة مفصولة عن نصفها الآخر، كما يمكن أن يكون غرفتين (خلف خلاف) مع الحمام والمطبخ، والبحبوحة يمكن أن تتسع لشقة صغيرة أو واسعة، أو فيللا أنيقة، أو حتى قصر منيف فخم ، فكل عريس حسب إمكاناته، لكن الجميع يحتاجون عنصر الوقت لتجهيز أمورهم، وإعداد أعشاشهم .. لأجل ربة الصون والعفاف ! صديق كشف لي أمرا عجيبا، فقد اعترف أنه استعجل أكثر من اللازم في تاريخ الزواج، وأنه لو تريث قليلا لاشترى سيارة قبل إكمال مراسم زواجه، لأنه يجد استحالة الآن في شراء السيارة الحلم! قلت له إن أحدا لم يغصبه على شيء، وإنه كان المستعجل الأوحد في الزواج .. لكنه فاجأني بمعلومة سعى كثيرا لكتمانها سابقا، وهي أن (العروسة) هي التي كانت تدفعه للاستعجال، صحيح أنها لم تفعل ذلك بشكل صريح ومباشر، لكنها كانت تمارس تأثيرا قويا في تحريك الأمور .. نحو القفص الذهبي !! بصراحة .. أفهم أن يكون العريس مستعجلا، لكن لا أعرف إن كان الأمر ينطبق أيضا على العرائس، رغم أنه لا غرابة أن تكون العروس مستعجلة أيضا، خصوصا في زمن كثرت فيه (العوارض)، كما اشتد فيه الصراع على العرسان .. سواء كانوا مستعجلين .. أو متريثين ! أظن أن بنات حواء فطنات، ولذلك فالمقولة مستمرة بأن (العريس مستعجل)، ولا نسمع أبدا أن العروس مستعجلة، رغم ان الاستعجال يمكن أن يكون من أي من الطرفين ! شاطرة .. يا حواء !