نتأسف والله حد البكاء بالدمع السخين لحال بعض الأقلام التي لا تخاف الله في عباده وفي البلد.. أقلام لا ترى في المهنة إلا ما يخدم أغراضها الدنيئة.. تستهدف الجيوب.. لا القلوب.. وتعرف.. (النقد) لا النقد.. فكان نتاج مدادهم الآسن الكثير من نمور الورق، والمزيد من الفوضى والعبث في جميع الساحات وبالأخص الساحتين الرياضية والفنية اللتين أصبحتا بؤرتين للفساد والإفساد وفعل المنكرات. هذه الأقلام جعلت من موت لاعب كرة قدم حدثاً يسيطر على كل حياتنا، ووصلت باللاعب الراحل مرحلة التقديس ينتحر فيها الأطفال.. وواصلت ذات الأقلام ضلالها القديم بعد الحادثة، وجعلت من الطفل المنتحر بطلاً يستحق التأبين.. احتفت بموت اللاعب وتجاهلت- عن عمد وجهل- خبر وفاة شيخ الأزهر الشريف.. جعلت من انتصار فريقها الذي هو من عند الله نصراً بروح اللاعب المتوفي.. أسست هذه الأقلام لأدب غريب يتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وهي تجوز الدعاء وقراءة الفاتحة على روح لاعب لا يدين بالإسلام.. بل وتجاوزت الأمر وهي تصفه بالشهيد.. لكل هذا ليس بغريب ما يحدث في الساحة الرياضية، وتسابق بعض رجال الأندية للإعلام والأقلام الرخيصة وشراء ذمتها.أما الساحة الفنية.. فحدث ولا حرج.. ولعلكم لن تصدقوا إن قلنا لكم إن الأمر تجاوز المنكر على خشبات المسارح، والرقص الماجن، والغناء الفاضح إلى الشرك البين بالله سبحانه وتعالى.. نعم حدث هذا في حفل للفنان الشاب محمود عبد العزيز بأحد أندية الخرطوم الاسبوع الماضي، حيث سجدت له مجموعة من الشباب تحت قدميه.. تأثراً بأغنية جديدة اسمها (فرايحية).. ونحمد للفنان الشاب أنه لقنهم درساً بعد أن أوقف الغناء ووضع المايكرفون على الأرض استنكاراً لما حدث.. والحكايات كثيرة.. وبات من الطبيعي أن نطالع تصريحاً صحفياً لفتاة تقول فيه، إنها معجبة بالفنان الفلاني وأنه ضيف دائم عليها في منامها.. وأن تقرأ حديثاً لمطربة تقول.. إن من قبَّلها على خشبة المسرح هو صبي صغير وليس شاب.. وأنها ترقص لتعبر لمن لا يفهمون لغتها حتى تصل بالأغنية إلى درجة الفهم عندهم.. أما الشتائم والسباب والسخرية وتبادل الإتهامات بين الكبار والصغار هو أخف الأقدار، ومن حسنات الوسط الفني. إنها مصائب حلت علينا.. والكل يسمع ويتفرج.. والكل لا يعنيه الأمر.. تناسى أصحاب المسؤوليات مسؤولياتهم، وإنشغلت الدولة بالانتخابات واللهث نحو (الكرسي) الدوار.. ونسي الجميع الدين والوطن.. نسوا يوم الحساب ومن قبله التاريخ الذي لا يرحم.. فعاثت جماعات الفساد فساداً بمباركة من بعض الأقلام التي لا تخاف الله.. أقلام كان واجبها التقويم والإصلاح.. وما أمر وأقسى عند ما يرتبط الأمر بالفعل كان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.