حتى قبل إغلاق باب الترشيح للانتخابات التنفيذية، كان د. التجاني سيسة من المرشحين لمنصب الوالي، بجنوب دارفور، من قبل حزب الأمة القومي، وثارت احتجاجات من قبل قواعد حزب الأمة في الضعين، ونيالا، على ترشيح د. التجاني سيسة، في ولاية جنوب دارفور، وكان متوقعاً أن يترشح سيسة في ولايته، غرب دارفور، ومدينته، زالنجي.. لكن للصادق المهدي تقديراته السياسية، وللفريق صديق محمد إسماعيل تقديراته الأسرية، وتم إبعاد الأستاذ محمد عيسى عليوة من الترشيح، فتنفس المؤتمر الوطني الصعداء، وكاد أن يطير مرشحه عبد الحميد موسى كاشا، فرحاً لأن ترشيح محمد عيسى عليوة يجعل ولاية جنوب دارفور أقرب لحزب الأمة من الوطني؛ لأن محمد عيسى عليوة من القيادات المتفق عليها نزاهة وقرباً من الجماهير، وعليوة يحظي بتقدير خاص عند الدكتور نافع علي نافع، حينما التقينا معاً بالدكتور نافع، قبل سنوات بمكتبه، بوزارة ديوان الحكم الاتحادي، في شأن خاص بدارفور، قال د. نافع، موجهاً حديثه لمحمد عيسى عليوة: يا أخي أنت لا تشبه حزب الأمة، نريدك معنا في المؤتمر الوطني، تقود أخوانك في دارفور، وتسهم في صناعة الأحداث، من موقع الفاعل، لا موقع المراقب )ضحك عليوه ودعا د. نافع لاطلاق سراح المعتقل حينذاك الشيخ موسى هلال.. قدر حزب الأمة سحب د. التجاني سيسة من المنافسة نهائياً، مثلما سحب د. بشير عمر فضل الله، واستيعد ترشيح على جماع عبد الله، وقيل حينذاك: إن د. التجاني سيسه احتفظ به الحزب لمهام أخرى.. لكن اتصالات سرية وعلنية كانت (تجري) في أنصاف الليالي بين د. التجاني سيسة، والعقيد خالد بلال أحد قيادات الفور في الداخل وما بين الحزبي، والقبلي، والخاص، والعام، الممكن، والمستحيل، انتقل د. التجاني سيسة، من مرشح للانتخابات إلى مرشح للرئاسة نحو (16) فصيل عسكري وسياسي معارض في دارفور، جمعتهم الحكومة القطرية والوساطة الأممية والاتحاد الإفريقي، في سياق البحث عن السلام في دارفور، والبحث عن دروب لجمع الفرقاء الدارفوريين، في تنظيم واحد، يدخل في تفاوض مع المؤتمر الوطني، بعد أن تعذر إقناع عبد الواحد محمد نور بجدوى التفاوض، وتعذر توحيد حركة العدل والمساواة، مع بقية الحركات في جسد واحد!. هل خلع التجاني سيسه الجلابية (جناح أم جكو) والطاقية الانصارية، وقرر أن يرتدي الجلابية التشادية، ويضع على رأسه (الكدمول) باعتبارها من مطلوبات التمرد في دارفور؟؟ وهل انتهت العلاقة التنظيمية والسياسية التي تجمع د. التجاني سيسة بحزب الأمة؟؟ أم الرابط الحزبي واهن وضعيف جداً، مقابل الرابط الجهوي والقبلي؟؟ وكيف ارتضى د. التجاني سيسة لنفسه أن يأتي متأخراً، ويتم تنصيبه على قيادة حركات مسلحة، ما كان د. سيسة جزءاً منها لم يقاتل في صفها، إن هي قاتلت في الأصل!!. هل تخلى د. التجاني عن كل التزاماته التاريخية مع حزب الأمة، وركب حصان التمردات، باعتباره الأسرع والأكثر ضماناً لبلوغ الغايات من الجهات المدنية ودعاوي التغيير والرهان على الديمقراطية؟؟ أم أن د. التجاني في الأصل كان جزءاً من حريق دارفور داعماً ومؤسساً للحركات المسلحة، ووجوده في حزب الأمة اقتنصه دواعي تأمين وجوده، والتمويه على الآخرين، وحينما بزغ فجر الإفصاح، قرر سيسة الظهور بوجهه الحقيقي؟؟ أم أن الحركات التي تجمعت في الدوحة، ما هي إلا واجهات لحزب الأمة، مثلما تقول الحكومة: العدل والمساواة واجهة للشعبي، فلماذا لا يصبح محجوب حسين واجهة للأمة، وعبد الواحد واجهة للشيوعي.