لم يكن بمقدور الشباب الذين تدافعوا لأمسية «قاردن ستي» استيعاب ما يقال عن أغنيات الحقيبة لو لم تكن من تقديم الوناس البارع والشاعر الفذ السر أحمد قدور.. الذي عرفه الكثيرون منهم عبر برنامج أغاني أغاني ولكنهم وجدوا الحميمية بجواره لأول مرة وهو يطلق ضحكته العالية ويشير بجدية عند شرحه للمقاطع وكأنه يقصد كل فرد بعينه قال قدور أمس خلال أمسية «كلية قاردن ستي» عن حقيبة الفن بحضور عدد كبير من الباحثين والأدباء والعلماء قال إن إيقاع كل أمة يتكون من خلال حركة الحياة ولا يمكن أن يستجلب أبداً وهو ناتج عن حركة الإيقاع في العمل والحصاد والحرب والرعي وحتى العبادة والحدادة ودق الفندق مع تقديم نماذج غنائية قدمتها كل من ريماز ميرغني ومنار صديق والموسيقار الكبير عبد اللطيف خضر ود الحاوي وجمعت الأمسية بين عملاقين من شعراء السودان الذين صنعوا ذوقه بأعمالهم الشعرية وعلاقتهم مع الأرض والناس هما قدور والشاعر الدبلوماسي سيد أحمد الحاردلو الذي تحدث بعد انقطاع طويل عن المنتديات مستعرضاً علاقته مع قدور التي امتدت بالقاهرة حي المنيل الذي شهد ميلاد أشعار عزيزة منها «أعود إليك يا ناوا» بجانب مواقف طريفة منها دعوة الفنانة الراحلة الفلاتية على الشاعر السر قدور «تروح في داهيه أنت وعوض جبريل» حيث علق قدور قائلاً إن القصة سببها أغنية «حبيبي نحن اتلاقينا مرة» وقد طلبت الفلاتية تغيير المقطع الذي يقول «ألف مرة» ورفض الشاعر وأعطاها للموسيقار العاقب محمد الحسن وعندما نجحت الأغنية قالت الفلاتية ذلك وعندما سألها الشاعر عن ذنب عوض جبريل قالت «شين زيك»!! الشاعر كامل عبد الماجد المستشار الثقافي للكلية رحب بالحضور الكبير الذي تقدمه العلماء بروف قاسم بدري الدكتور صلاح الدين الفاضل، البروف محمد الأمين التوم عميد الكلية، البروف مهندس عمر أبو القاسم رئيس الكلية وعدد من السيدات اللائي حياهن على شرف يوم المرأة في مقدمتهن الأستاذة درية «سيد الاسم» حرم الشاعر كامل عبد الماجد، الأستاذة تحية أحمد محمد البشير حرم البروف ميرغني بن عوف أول سوداني ينال جائزة نوبل للبيئة عام 2007م وعقد فريد من نون النسوة اللائي زينّ الأمسية، وقالت الدكتورة سارة إبراهيم رئيس قسم الوسائط وعلوم الاتصال بكلية قاردن ستي إن الهدف من انطلاقة أمسيات قاردن ستي ربط الجيل الحالي بعطاء المبدعين الأول وأشار قدور إلى أن الشاعر أبو صلاح تحدى الشعراء بخمس حروف في القافية «شوف العين قالت ده لا لا.. وصدت من تيها ودلالا».