من الأشياء التي يؤسف لها أن تجعل بعض الجماعات الدعوة إلى الله مطية لبلوغها غايات دنيوية هي بكل الحسابات رخيصة. والأمثلة في هذا الصدد كثيرة وتحتاج لمجلدات لرصدها ولكننا نكتفي اليوم بمثال واحد لأنه الأهم في وجهة نظرنا.. ولأنه حكاية تحمل بين طياتها تقديم فرصة للخيرين ممن يبحثون عن فرص لتعمير بيوت الله. تقول الحكاية: إن مسجد (عجبنا).. الذي يقع في مدخل مدينة الكاملين على طريق مدني الخرطوم هو من أهم المساجد باعتباره يقع في هذا الموقع الاستراتيجي، ولأنه المسجد الوحيد الذي يتيح للمسافرين من عابري الطريق أداء صلواتهم.. هذا المسجد أعادت تأسيسه «الجبهة الإسلامية» إبان فترة الأحزاب وشهد افتتاحه بعد التأهيل الدكتور حسن عبد الله الترابي.. ومن بعدها مثَّل مركزاً لتجنيد الأعضاء وطرح برامج الجبهة.. وطوال هذه الفترة كان محل اهتمام الكثيرين ولكنه بعد الثلاثين من يونيو لم يعد محل اهتمام من أحد كما كان.. وظل يعاني من عوامل الطبيعة إلى أن وصل به الحد أن يرى من بداخله من خارجه من كثرة التصدعات، وفرشه يشكو الإهمال وعدم التجديد. والأهم من كل ذلك أنه أصبح يهدد حياة المصلين بالانهيار فوق رؤوسهم.. وما أكثر المصلين فيه بعد افتتاح كلية القرآن الكريم التي تجاوره وما أكثر طلاب العلم فيها.. مسجد (عجبنا) الآن لا يسر مسلماً وسيكون شاهداً يوم لا تنفع سلطة ولا جاه المسؤولين ولا عباد الله من الميسورين الذين بخلوا عليه.. سيكون شاهداً على من يهدرون الملايين من العملات الصعبة على (الفارغة والمقدودة) وهو يقف يستجدي نظرات العطف. هذه حكاية بيت من بيوت الله نحكيها لكم.. ليس تشفٍ في أحد أو كشف حال أحد.. وإنما نحكيها لمن هم في انتظار مثل هذه الفرصة لتعمير بيت من بيوت الله وما أكثرهم في بلادي.. وهؤلاء هم من نعني بعد أن انكشف طلاب السلطة الذين أهملوا المسجد بعد تحقيق أهدافهم. نذكر أن أهمية المسجد تتمثل في المئات من طلاب كلية القرآن الكريم الذين يصلون فيه وفي أنه مصلى لعابري طريق الخرطوم مدني.. ولا نحسب أن أهل الله (الراجنها قدام) سيفوتون مثل هذه الفرصة.. ونذكر أيضاً بأن لجنة المسجد بدأت في المرحلة الأولى من (صب الأعمدة) وغيرها ثم وقفت عاجزة بعد ذلك ووقف البناء في الانتظار.. إنها الحكاية التي نتمنى أن تنتهي كما نتمنى.