بالتأكيد لا نعني بالقرار الشجاع أن تدعم الدولة بعض السلع المهمة، فذاك أصبح من الماضي، ولا نعني أن تراجع قراراتها الإقتصادية الأخيرة، فتلك قد نعتبرها إصلاحات إقتصادية فرضتها ضرورة ملحة، ولكن نعني قراراً شجاعاً بتكفل الدولة بكهرباء المساجد، لأن شراء الكهرباء في الكثير من مساجدنا في مختلف المحليات يقع على عاتق المصلين، وإما التكفل بها كلياً أو جزئياً في محليات أخرى، فمؤسف والله أن تجد مسجداً مظلماً لأنه لم يجد من يدفع قيمة الكهرباء، ومبك أن ترى أحدهم يمر على المصلين لجمع ما يمكن جمعه من أجل الكهرباء، وهي ذات الكهرباء التي تهدر في الكثير من مكاتب الدولة ومنازل السادة المسئولين حد الإسراف. كهرباء المساجد في بعض المناطق هي حكاية من حكايات الف ليلة وليلة، قد يصدقها البعض وقد لا يصدقها البعض الآخر، بإعتبار أنه من المستحيل في دولة الإسلام والشريعة أن تستجدي المساجد المصلين حتى ترى النور ويتمتع المصلون بالهواء (خمس مرات في اليوم)، وهي التي يقتضي الحال أن تكون في كامل إضاءتها وزينتها طوال الليل كما هو الحال في مساجد الدول الأخرى، فزينة المساجد بالكهرباء ليست من الإسراف لأنها الأحق من مؤسسات الدولة التي تتلألأ فيها الأنوار بمناسبة وبدون مناسبة. ما نريده من السادة المسؤولين المعنيين بالأمر إصدار قرار فوري بمجانية كهرباء المساجد في كل البلاد بطولها وعرضها، والمعنيون أولاً هم الإخوة معتمدو المحليات الذين يدعمون الأندية الرياضية، ويتبرعون لما يستحق وما لا يستحق، وينسون عن غفلة دعم المساجد وتوفير سبل الراحة للمصلين، فالمسؤول (الغافل) ليس بجدير أن يكون في موضع مسؤولية، والمسؤول الذي لا يجعل المساجد من أولى أوليات مهامه مكانه منزله، وليس تولي أمر البلاد والعباد.نعم توقعنا كل شيء ورفع الدعم عن كل شيء إلا المساجد التي هي أفضل البيوت لكونها بيوت الله، لم نتوقع أن نرى ما نرى وأن نسمع ما نسمع، مع علمنا التام بمقدرة المصلين بالتكفل بكل ما يحتاجه المسجد، وعلمنا أن ذلك يتيح الفرصة ل(أهل الله الراجنها قدام) لبذل أموالهم في سبيل الله، وللمساجد سدنتها من الذين لا يضيعون فرصة في خدمتها وتوفير ما تحتاجه، ولكن هل هذا يعني أن يقف بعض السادة المعتمدين موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيهم!، وهل يعني ذلك أن يصل الحال بالمساجد إلى حال الصبية الصغار وهم يجمعون (حق الفتة) للعشاء، أحياناً يجمعون وأحياناً لا.إتقوا الله يا من تجهلون أمر بيوت الله، فالكراسي (دوارة) والسلطة زائلة، وكله زائل إلا من أدى الأمانة كما يجب أن تؤدى، وقدم عملاً نافعاً، وعلى المسؤولين في الكهرباء ووزارة الإرشاد والمحليات، أن يسألوا أنفسهم، ماذا قدموا للمساجد وأئمتها، وماذا قدموا لراحة المصلين، والسؤال المهم الذي يجب أن يقفوا عنده كثيراً: أي مسؤول دام له المنصب؟.. هدانا الله وإياكم.