يجهل الكثيرون دور وأهداف المجلس البيطري السوداني، وحتى على مستوى المتخصصين البيطريين أنفسهم يجهلون المهام التي يقوم بها تجاه أهم قطاع، وهو قطاع الثروة الحيوانية والذي لا تقل مساهمته في الدخل القومي عن ال (20)%.. (آخر لحظة) جلست الى د. بشير طه رئيس المجلس البيطري السوداني الذي كشف الكثير عن المجلس وخططه في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن تنفيذ برامجه وخططه تكمن في تفعيل القانون.. فإلى مضابط الحوار: يجهل الكثيرون دور المجلس البيطري السوداني، ما هو دوره وأهدافه؟ - لا شك كما قلت إن هناك الكثيرين يجهلون ويغيب عنهم دور المجلس البيطري السوداني، وحتى على مستوى المتخصصين البيطريين أنفسهم، ودوره الأساسي باختصار يتمثل في ترقية وتطوير المهنة ومراقبة أدائها وأداء الأطباء البيطريين وتقديم الخدمة البيطرية للمواطن أينما كان، وتم تكوين المجلس الجديد في سبتمبر الماضي بقرار من رئيس الجمهورية، وأهم شيء نريد تنفيذه في المرحلة القادمة توضيح للناس ما هو المجلس البيطري، ثم البدء في تنفيذ وتفعيل قانون المجلس. الى أي مدى استطاع المجلس تحقيق هذه الأهداف؟ - حقيقة اختصاص المجلس يتمثل في وضع السياسة العامة والإشراف على الأعمال الفنية، وتحديد المؤهلات المطلوبة للطبيب البيطري وتسجيله للمجلس، ولا تجب على الطبيب مزاولة المهنة إلا بعد التسجيل للمجلس، والقانون يقوم بمعاقبة كل من يمارس ويزاول المهنة من غير أن يكون مسجلاً في المجلس، ونحن حالياً في مرحلة تفعيل القانون للقيام بدور المجلس على الوجه الأكمل. من الأهداف التي حققها المجلس، قام بافتتاح فرع للمجلس بالجنوب مؤخراً. أهم المشاكل والمعوقات التي تعترض طريق المجلس؟ - المشاكل دائماً تتمثل في الجانب المالي باعتباره عصب الحياة، وحقيقة لقد قمنا كمجلس بتنفيذ بعض أهدافنا والتي لم تكن بحاجة الى مال كثير، ولكن هناك ترتيبات وبرامج وأهداف أخرى تحتاج الى مال كثير، ونشيد بدور وزارة المالية التي قامت بتمويلنا والإيفاء بدفع كل متأخرات المجلس ل (9) أشهر ماضية، بجانب منحهم لنا مبالغ لتأثيث مكاتب المجلس، ولكن نأمل في المزيد من المال لتحقيق الأهداف المرجوة. هل للمجلس خطط أخرى مستقبلية؟ - للمجلس خطة ممتازة ولقد وجدناها موضوعة من قبل المجلس السابق، ولكن هذه الخطة في حاجة الى دعم ومال، فقد تم منحنا داراً بجبرة ونحتاج لإنشاء مكاتب للمجلس لاستيعاب لجانه التي لم تجد مكاتب حالياً لممارسة عملها لضيق المقر الحالي، والمجلس لا يستطيع القيام بأدواره إلا بمعاونة هذه اللجان المتمثلة في اللجنة المالية ولجنة الشكاوي ولجنة التعليم العالي لضبط وجودة المناهج لمواكبة العصر، ومن خطط المجلس جودة المناهج البيطرية في الجامعات والتدريب باعتباره من الأشياء المهمة، وهناك اتفاق بيننا والمجلس البيطري الألماني لتدريب الأطباء البيطريين للاستفادة من خبراتهم باعتبار أن لديهم باعاً في هذا المجال. كيف تنظرون لواقع الثروة الحيوانية اليوم؟ - حقيقة هناك اهتمام من القيادة التنفيذية والسياسية بقطاع الثروة الحيوانية وهذا كان غير موجود في الماضي، والدليل على ذلك شهدت وزارة الثروة استجلاب أكثر من «100» وحدة بيطرية متحركة مؤخراً، بجانب استجلاب أعداد أخرى، وهذا لم يحدث في تاريخ الثروة الحيوانية بالبلاد، كما أن هناك اهتماماً بالقطاع حتى على مستوى عامة الناس، ولكن نقول إن الأمراض التي تنتقل من الحيوان الى الإنسان في الآونة الأخيرة أصبحت كثيرة جداً مما يتطلب أهمية دور الطبيب البيطري، وحالياً العالم يمر بأزمة غذاء وخاصة الحيوان، مما يتطلب الاهتمام بالثروة الحيوانية. ورغم أن الإحصائيات تقول إن أعداد الثروة الحيوانية بالبلاد تبلغ ال (140) مليون رأس، إلا أن استبيانات أجريت من قبل وزارة الثروة الحيوانية في الأيام الفائتة بكل الولايات، أكدت أن أعداد الثروة الحيوانية في حدود ال (157) مليون رأس، ويمكن القول إن الثروة الحيوانية تشكل داعماً اقتصادياً مهماً، وعموداً اقتصادياً واجتماعياً مهمين، ونتوقع للثروة الحيوانية في المستقبل أن يكون لها دور مهم وأساسي، كما ستجد الدعم من الدولة. الى أي مدى استطاع قطاع الثروة الحيوانية إعادة التوازن لميزان المدفوعات السوداني والخروج بالبلاد من دائرة المرض الهولندي- الاعتماد على المنتج المتعدد «بترول+ زراعة»-؟ - الثروة الحيوانية حالياً مساهمتها في الدخل القومي لا تقل عن ال 20%، وأيضاً يمكن القول إن الثروة الحيوانية استطاعت أن تغطي حاجة البلاد من استيراد اللحوم. كيف تنظر للتحديات التي تواجه المهنة البيطرية مع انتشار الوبائيات؟ - التحديات التي تواجه المهنة البيطرية تجاوزها يتم بالتدريب والتأهيل والتنسيق فيها بيننا، بجانب إعادة النظر في المناهج في كليات البيطرة، كما اقترح أنه لابد للطبيب البيطري في السنة النهائية في الجامعة التخصص في مجال صحة الغذاء وفي مجال «الأوبئة» والعلاج بالجراحة وفي مجال اقتصاديات مكافحة الأوبئة كشيء تخصصي، وكما يجب لمجال الإنتاج الحيواني من قيام كليات متخصصة له حتى لا يكون على حساب كليات أخرى، ولابد أن يكون هناك خريجون تقنيون في المجال البيطري وفي مجال التخصص المعملي، وكل هذا يحتاج الى إعادة نظر لمواكبة العالم. هناك مشكلات تواجه صغار البياطرة الذين يبحثون عن العمل في القطاعين العام والخاص؟ - حقيقة المجلس ليس من مهامه تشغيل الخريجين، ولكن هذه المشكلة تحتاج الى تطوير قطاع الثروة الحيوانية، وإدخال القطاع الخاص في مشاريع الثروة الحيوانية المختلفة لتشغيل خريجي الإنتاج الحيواني واستيعابهم فيه، وأيضاً القطاع الحكومي موعود باستثمارات في هذا المجال وفتح مجالات أخرى لاستيعاب الخريجين. ماذا يقترح المجلس البيطري من حلول ؟ - حلولنا تكمن في تفعيل قانون المجلس وتنفيذه، وأن يكون هناك تنسيق بيننا وبين اللجان الفنية الأخرى في القطاع الصحي والزراعي ومع الوزارات الولائية. مطالباتكم للجهات المسؤولة؟ - نقول حالياً لدينا (6) دوائر ونطالب وزارة المالية بتقديم دعم وسند لنا حتى نستطيع تنفيذ شيء من خططنا خلال هذا العام.