الشيخ د.على بادحدح .. داعية إسلامي حباه الله حظاً وافياً من الود ورحابة الصدر ومقارعة الخصوم بالتي هي أحسن .. لا يبخس رأياً، ولا يقطع سعياً ، ينير لمحدثه الطريق بكلمات وديدة نابعة من الوجدان ، وهدىً ينضح بالإيمان ، وعلم لا يملك إلا أن يُبان ، وحججٍ لا مفر منها إلا بالإذعان . وهو مع ذلك جم التواضع ، يُقبل عليك وإن أعرضَت ، ويخطب ودك وأن أحجمت . عفواً أخي على .. ما حسبت أن أُظهر ما اكنه لشخصكم الكريم من ود وتقدير .. ومحبة في الله العليم القدير . ولكن استفزني مقال لكاتب ما سمعت به ولاقرأت له من قبل - وليس في ذلك ما يحط من قدره وهالتني كلمات مثيرة للشفقة ، ففاتحة المقال (بطريقة التوائية زئبقية) (على مين يا شيخ ) و(أساليب التلات ورقات) (حتى يبدو نزيهاً ومحايداً) أخي علّىَ لك العتبى حتى ترضى وهل نملك أن تقول (كل إناءٍ بما فيه ينضح).. وليت كاتب تلك الكلمات عمل بالمثل الشارد (لكل مقام مقال) وليته يعلم بأن اسم (بادحدح) له وقع طيب عند أهل التقوى والإيمان .. وأهل الله أهل القرءان .. يذكرهم بالصحابي الجليل (أبا الدحداح) الذي حينما نزل قوله سبحانه وتعالى: «مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ »،قال يا رسول الله أو يريد الله منا القرض (قال : نعم يا أبا الدحداح يريد أن يدخلكم الجنة . قال أبوالدحداح: فإن لي حائطين أي حديقتين- أشهدك أني أقرضتهما الله قال الرحمة المهداة أبق واحدة لك ولعيالك فأقرض الله أفضلهما . وكان بها سبعمائة نخلة .. ثم وقف عند سورها ولم يدخل فما عادت له ، ونادى أم الدحداح من وراء الجدار أن أخرجى بعيالك فإني قد أقرضتها الله . -1- فقالت (ربح البيع أبا الدحداح) وأخذت تُخرج ما في أفواه أطفالها من عجوة المدينة فما عادت لهم ، ولقد بشّره الذي لا ينطق عن الهوى: (كم من عزق رداح) في الجنة لأبي الدحداح ..) أما دحدوح الذي تذكره أنت فإني أيضاً لم أسمع به ، ولا يقلل من شأنه كونه لاعب كرة مشهور أو مغمور . السيد الكاتب (لماذا أثارت جام غضبك عبارة (المرشح الأقرب إلى الله) أليس هذا دعاء كل مسلم غيور على دينه حادب على مصلحة بلاده (اللهم ولّ علينا خيارنا ولا تولَّ علينا شرارنا) أولست من المسلمين ؟؟ أم أن لك دعاءً آخر ؟. ثم إن لك أن تستبعد قلة من مرشحي الرئاسة لعداوتهم البينة للإسلام ، وجهلهم السافر به ألا توافقني أنك حينما استبعدت جميع المرشحين عدا البشير تكون بذلك قد اقصيتهم تماماً وحرمتهم شرف أن يكونوا (الأقرب إلى الله) فناصرت البشير من حيث أردت أن تعارضه . السيد الكاتب إن ثقافتك الكروية تقوقعك داخل جدار صدفة الوطن بحدوده الجغرافية والانكفاء التام عليه لذا نَضَحتْ في مقالك عبارات مثل (السعودي الحضرمي .. وأهل السودان الذين هم أكثر الناس غني عن أي توجيه) كأنك لم تسمع أو لا تريد أن تسمع قول أصدق من رأت عينان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كما في حديث النعمان بن بشير رضى الله عنهما (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ). والحديث عن مسلم والبخاري وأحمد. فأين موقعك وثقافتك الكروية الضيقة من هذا الحديث الذي حقق إعجازاُ علمياً بليغ الأثر إذ تحقق علمياً أن العضو المشتكى يرسل رسالة للمخ الذي ينبه بقية أعضاء الجسد الواحد فتتداعى كلها بالسهر والحمى والذي بلغ من البلاغة منتهاها حينما جعل فعل الشرط (اشتكى) وجوابه(تداعى) ، وبلغ من التآزر غايته إذ يحضَّ كل مسلم صادق النية سليم الطوية على التفاعل مع قضايا المسلمين في العالم بأسره .. وهذا من أوجب واجبات الداعية المسلم في زمان تفشَّي فيه الجهل . من أجل ذلك حض الشيخ علىَّ أهله في السودان على اختيار (الأقرب إلى الله) فحرية -2- الرأى -المجنى عليها- تكفل له هذا الحق ، ولو صرح باسم البشير لحق له امتثالاً لهدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وانتماءً للإسلام الذي هو أقوى آصرة وامتن وشيجة (أبى الإسلام لا أب لى سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم) . أما تعريضك ببلاد الحرمين وأهلها فإنه غير مقبول وغير مسئول ومحبتنا للحرمين وأهل الحرمين لاتبة لازمة . لازبة .. لأقامتها الحدود إذعانا لأمر الله ، لذا يزدهر اقتصادهم (عدل ساعة في حكومة خير من أن تمطر سبعين خريفاً) والملفت للنظر أن قلمك ينم عن كُره شديد ، وبغض أكيد للرموز الإسلامية ، وللأنظمة الإسلامية والبلاد الإسلامية ، فالعامل المشترك في مقالك هو بغض كل ما هو مسلم أو يًمُتَّ للإسلام بصلة . وقد جانبك الصواب . وليس هذا بمستغرب في عهد الصحف الكثيرة ، والقامات القصيرة والأقلام الأجيرة والوجوه الباسرة والأعمدة الناخرة ونحن بلا شك نعيش عصر الرويبضة الذي تنبأ به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما عند أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصَّدَّق فيها الكاذب ، ويُكذََّب فيها الصادق ، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخَّوَّن فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة ؟ قال الرجل التافه يتلكم في أمر العامة صحيح الألباني رقم 3650 . ولو رد أخي د.على بادحدح على كاتب المقال ... لمازاد على (سلاماً) وتبقى كلمة أخيرة أليس لاتحاد الصحفيين رأى ؟ أم أنه يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه ليجترئ من يجترئ .. ويتطاول من يتطاول .. ويدعي العلم من هو جاهل فيسىء لنفسه وبلده وجيرانه .. أليس للصحفيين ميثاق يمنع ، وقانون يردع .. ونحن نعيش عصر الرويبضة والصحف الكثيرة المتعددة وإنا لله وإنا إليه راجعون ولك أخي علىَّ ولأهلنا في أرض الحرمين العتبى حتى الرضى. أ.د.باحث وأستاذ جامعي رداً على ما جاء بإحدى الصحف وماكتبه صاحب أحد الأعمدة \ 2010/3/30م.