حدد حزب الأمة القومي الثلاثاء المقبل موعداً لتحديد موقفه النهائي من المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها كلياً، في خطوة اعتبرها مراقبون تراجع من الحزب عن قرار الانسحاب من العملية. وهدد الحزب بالانسحاب كلياً حال عدم استجابة الحكومة لمطالبه بتأجيل الاقتراع لمدة (4) أسابيع، فضلاً عن إيفاء مفوضية الانتخابات بالالتزامات القانونية والإدارية لقانون الانتخابات والخاصة بتمويل الحكومة المركزية وحكومة الجنوب عبر المبالغ التي يفترض ان تدفع للقوى السياسية، في وقت أكد فيه عضو المفوضية الدكتور مختار الأصم ل (آخر لحظة) النظر في مطالب الحزب من خلال اجتماع المفوضية غداً، وقال سننظر بجدية في المطالب، وزاد يهمنا إرضاء كافة القوى السياسية، نافياً مسؤولية المفوضية عن تمويل الأحزاب في العملية. وقال الفريق صديق إسماعيل الأمين العام لحزب الأمة للصحافيين عقب الاجتماع السياسي للحزب الذي استمر لثماني ساعات قال إن حزبه قرر الاستمرار في التعبئة السياسية بعد رفع مذكرة للجهات المختصة تحوي مطالب الحزب وملاحظاته، مشيراً إلى أن مبدأهم الأساسي خوض العملية باعتبارها البوابة الوحيدة لإحداث التحول الديمقراطي. وفي السياق أكدت رئيسة المكتب السياسي للحزب سارة نقد الله أن المبعوث الأمريكي للسودان اسكوت غرايشون أخبر رئيس الحزب خلال لقائه صباح أمس بمحاولاته لتحقيق التأجيل، ولوحت بالانسحاب من كافة مستويات العملية حال عدم الاستجابة لمطالب الحزب. من جانبه اعتبر أمين العلاقات السياسية للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام قرار المعارضة بالانسحاب من الترشح لرئاسة الجمهورية غير موفق، مؤكداً أنهم اتفقوا على مبدأ تشتيت الأصوات لمرشح المؤتمر الوطني للرئاسة، مشيراً إلى أن انسحابهم أضعف الجانب التنفيذي للمعركة لقوى جوبا، موضحاً أنه أعطى سانحة للمؤتمر الوطني ما كان ينبغي له الحصول عليها. ودعا عبد السلام خلال حديثه ل (آخر لحظة) لتكريس قواعد وناخبي تحالف جوبا بالتصويت لمرشح حزبه للرئاسة عبد الله دينق نيال، منوهاً إلى أنه من يحفظ للمعارضة ماء وجهها. من جهته أعلن الحزب الاتحادي الأصل خوضه العملية في كافة مستوياتها عدا رئاسة الجمهورية، وأكد بحسب مقرر المكتب الإعلامي للحزب صلاح الباشا أن هدفهم من خوض العملية تقييم الثقل الجماهيري للحزب من خلال صناديق الاقتراع. ومن جانبه وجه عبد الله دينق نيال مرشح المؤتمر الشعبي لرئاسة الجمهورية ومنير شيخ الدين مرشح الحزب القومي الديمقراطي الجديد للرئاسة انتقادات للأحزاب التي قررت الانسحاب من سباق الرئاسة. وقال دينق إن الانسحاب يجعل عملية التحول الديمقراطي غير مكتملة، وحزبه قرر المضي في الانتخابات برغم «علاتها بهدف توسيع نطاق الحريات». فيما ذكر منير أن قرار الانسحاب خطوة سالبة وستلقي بظلالها على عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، مشيراً إلى أن حزبه سيمضي في الانتخابات لتثبيت مفهوم التداول السلمي.