ربع قرن من «الزمان» مر على 6 أبريل 1985م، وهو تاريخ ثاني«ثورة» شعبية في تاريخ السودان أطاحت بحكم الديكتاتورية. ربع قرن من الزمان مدة ليست سهلة أو «هينة» في تاريخ الأمم والشعوب، عكس ما يروج له البعض من أفكار بالية وقديمة لا يسندها منطق ولا يقبلها عقل!! يقولون هذه الفترة ليست طويلة في عمر الأمم والشعوب!! يريدون «التخدير» و«الدغدغة» وترك كل شيء في مكانه. ربع قرن منذ عام 1985م.. ماذا فعلت من نهضة ومن تقدم لدول شرق ووسط آسيا!! حتى لبعض الدول العربية والشرق أوسطية! كان السودان «مثلها» أو «أحسن» منها بكثير. وماذا فعلت بنا هنا في السودان.. دعونا نحضر (مسطرة) و(متر) لنقيس طول «المسافة» الشاهقة و(المرهقة) والمتعبة، التي قطعها شعبنا «البطل» يوم 6 أبريل وهو يجوب شوارع وكباري العاصمة الخرطوم، يغني للثورة والحرية والديمقراطية. أين شعبنا وربع قرن من الزمان قد مرت عليه وهو يحلم بنظام حكم ديمقراطي مستدام، يحقق له رغبته المستدامة في حياة حرة وكريمة على تراب وطنه، وأن يمضي بشعاراته وأحلامه إلى غاياتها وفاءً للبطولات والتضحيات وللدماء وللشهداء. ربع قرن من الزمان تفصلنا عن 6 أبريل 1985م، ولا زلنا نعلن وفاءنا وحبنا لذات «اليوم» ولذات «النضال»، لأنه(مشروع) وجاء لظروف موضوعية وتراكمات.. ولم يكن وليد(الصدفة)أو صنيع«مخابرات» أو(سفارات)، مثلما يحاول البعض تشويه وتلطيخ تاريخ هذا الشعب النضالي.. ولكن هيهات. ربع قرن من الزمان يفصلنا عن 6 أبريل ومياه كثيرة جرت تحت الجسر.. فهدمته وحطمته وغيرت الكثير من ملامحه ومن تفاصيله، فصار حطاماً وهشيماً تزروه الرياح والأعاصير والاحزان. ربع قرن من الزمان يفصلنا عن 6 أبريل وعن ذاك الصباح الأغر، ولا زالت النفوس تهفو للحياة الحرة الكريمة وللسيادة والريادة.. والسودان الذي غنت له الأجساد النحيلة.. أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً عليناً! ربع قرن من الزمان وشعبنا لا زال يحلم بشعارات الانتفاضة المجيدة، التي هدرت بها الجماهير والطلاب في جامعات أم درمان الإسلامية والخرطوم، ومعهد الكليات لتكنولوجيا والفرع وشوارع العرضة والقصر.. عاش السودان حراً مستقلاً وقد باتت واقعاً معاشاً! فأهلاً ب 6 أبريل ثورة شعبية حقيقية رغم أنف هؤلاء ورغم محاولاتهم الاحتكارية.. فقد كانت هبَّة شعبية خالصة لا دور فيها لأحزاب أو سفارات أو مخابرات.. ولكن من سرق أبريل؟!