فجع مواطنونا من أبناء الكوة بفقد أحد نجومهم البارزة الذي انتقل لرحمة مولاه صباح يوم الاثنين 22/3 بابكر أحمد كابوس والذي ظل رئيساً لرابطة الكوة الاجتماعية طوال عقدين من الزمان فكان واحداً من الذين يولون قضايا أهلهم ومواطنيهم بالأقاليم كل الاهتمام والتقدير ، فقد ظل مكتبه وبيته دائماً مفتوحين للوفود التي تتقاطر لعرض مشكلاتها واحتياجاتها، فكان لا يتوانى في تقديم كل الدعم لتلك الوفود والتمهيد لهم لمقابلة المسؤولين بل يكون في طليعة المشاركين ويظل متابعاً بعد سفر الوفد ، لم يتوانى قط عن تقديم كل عون لأهله ومواطنيه فظل طوال حياته العامرة بجلائل الأعمال في المقدمة ولم يتوارى خلف المناصب القومية ويحجم عن مشاركة أهله وعشيرته ومواطنيه سعيهم لتحسين أوضاعهم وحل قضاياهم ومشكلاتهم. عمل الفقيد وكيلاً لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بعد أن عمل بالوزارة في عدد من المناصب القيادية، فكان في كل المواقع التي عمل بها مثالاً للكفاءة والمقدرة والنزاهة والعدل والصدق والأمانة..ولكن فقيدنا أمضى زهرة شبابه وأزهى سنوات عمره عندما كان يعمل بمشروع الجزيرة في وظيفة مفتش غيط فكان من الرواد الأوائل الذين عملوا في إدارة المشروع من تلك الفئة من الموظفين والإداريين الأوائل الذين حافظوا على المشروع وجعلوا منه منجماً للذهب الأبيض، واستطاعوا بتجردهم وخبراتهم وصبرهم وجهدهم المتصل أن يجعلوا من مشروع الجزيرة أضخم مشروع زراعي في أفريقيا..واستطاعت تلك الفئة من الإداريين إرشاد وتوجيه ومراقبة المزارعين بكل الحزم والدقة في كل العمليات الزراعية في كل مراحلها وفي مواقيتها المعلومة مما جعل المشروع يحافظ على تلك النسبة العالية من الإنتاجية في كل المحاصيل وخاصة محصول القطن. وبفضل أؤلئك الرجال كان مشروع الجزيرة يوصف بأنه العمود الفقري لاقتصاد البلاد.. وهو حقيقة كان ذلك وعندما غادره أؤلئك الرواد تدهور المشروع ليصبح عبئاً على البلاد والعباد. من بين هذه الفئة تميز أداء الفقيد بابكر كابوس بالتفرد ففي كل التفاتيش التي عمل بها كانت تسجل إنتاجية عالية وتحصل على الكاسات والجوائز التي درجت إدارة المشروع على تخصيصها للتفاتيش المتميزة كما كانت تربطه صلات وثيقة بالمزارعين وقادتهم واستطاع مع زملائه من كسر الرهبة والخوف التي فرضها المفتش الأجنبي الذي كان يتولى الإشراف والتفتيش. وغادر بابكر المشروع بعد أن كبر أبناؤه ودخلوا المدارس العليا وترك المشروع وهو في قمة مجده وازدهاره. وجاء للعاصمة والتحق بهيئة توفير المياه ثم انتقل لوزارة الثقافة والشباب والرياضة التي عمل في العديد من أقسامها إلى أن وصل إلى درجة الوكيل فكان في كل المواقع التي عمل بها كالعهد به. بعد تقاعده بالمعاش ظل أيضاً مواصلاً نشاطه الاجتماعي ، فكان حفياً بأهله ومعارفه وأصدقائه .. يتفقد أحوالهم ويسأل عن مرضاهم ويشيع موتاهم ولا يتوانى في تقديم العون للمحتاج .. فكان نعم الرجل الصالح الكريم الأجواد. وعندما أصيب بداء الكلى ظل صابراً ومحتملاً ألامه ومشاقه في اناءة وصبر وجلد .. فقد ظل يستقبل معاوديه بابتسامته وانشراحه المعهودين. ويهب واقفاً ومتحملاً على نفسه ولا يرضى أن يسلم على شخص وهو جالس في كرسيه أو على سريره رغم مرضه وضعفه.. واشتد عليه المرض وظل طريح الفراش دون شكوى وتذمر فقد كان إيمانه بالله قوياً .. حتى انتقل إلى رحمة مولاه فكان فقده عظيماً على أسرته وأهله وزملائه وجيرانه وأصدقائه وظلت تتقاطر وفود المعزين من العاصمة ومن أهلنا بالكوة .. والكل يدعو له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدمه من جلائل الأعمال ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون في ميزان حسناته . ألا رحم الله أبا ألنصري وعمر وأنزل على قبره شآبيب الرحمة وجعل الجنة مثواه والبركة في أبنائه وبناته وذريته ..ولا حول ولا قوة إلا بالله.