كلما ذكر اسم اللاعب عبد الرحمن (كوبري) لاعب حي العرب بورتسودان إلا وسارع الجميع للإشادة به فهو صاحب تاريخ ناصع ومشرّف لسلوكه المحترم وأخلاقه الرفيعة هذا من ناحية كوبري الإنسان خارج الملعب. أما كوبري اللاعب داخل البساط الأخضر فقد ظل اللاعب الداهية الفنان القناص الذي طالما أسعد الجماهير وملأ قلوبها بالفرح وشغل الناس بعطائه وبأدائه الذي تخفق له القلوب ويدمي الأيدي بالتصفيق. ولم أجد لاعباً يحب مدينة بورتسودان كما وجدت كوبري وتلك قصة ترجع لأواخر السبعينيات عندما انتقل اللاعب للهلال في ضجة لا مثيل لها لكنه لم ينتظر طويلاً مع الهلال رغم الشهرة والمال فهو درة بورتسودان الأصيلة وثروتها الرياضية عاد لأنه يحب المدينة التي تبادله نفس الحب وأكثر فهو الأكثر حباً وإخلاصاً لها ويتنفسها عشقاً وظل مشواره حافلاً بالعطاء والإنجازات سواء مع حي العرب أو منتخب بورتسودان. هذا هو كوبري الذي دفع الضريبة ولازال يؤديها مدرباً ولكنه رغم كل هذا لم ينل حظه من التبجيل والتكريم وجرت محاولة تكريمه قبل شهور إلا أنها جاءت خجولة دون مستوى الطموح. والآن ومن خلال هذه المبادرة الراقية وعندما يتم تكريمه على هذا المستوى الراقي حيث يجيء التكريم في تظاهرة رائعة من نجوم السودان ونجوم بورتسودان فإنني اليوم أخاطب الأخ محمد طاهر ايلا ابن الشرق الوفي أخاطبه ولا أهمس في أذنه ولكن أبعث له برسالة مفتوحة أن يبادر هو اليوم بتكريم كوبري من خلال التواصل الذي يقوم به الوالي بالانفتاح على كل المجتمعات. إن الذي أعرفه جيداً في أيلا أنه مناصر للحق والعدل وسوف يبادر اليوم بإزالة الغم والظلم الذي لحق بهذا اللاعب الأسطورة وسوف يقوم بانصافه وتكريمه وعندئذ يكون ايلا على أرض الواقع أول من كرمه ورد إليه اعتباره وحطم مقولة: لا كرامة لنبي في وطنه. وستفعلها أخي أيلا فأنت ميّال للأفعال بعيداً عن الأقوال.