عندما كانت جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تهتف على مشارف مدينة «أبوحمد» شمال السودان «لا وصاية الرمز عصاية» كانت في الجانب الآخر امرأة تحمل قضيتها بكل جسارة، وعلى يديها عصا تهز بها على الأنصار المقبلين دون رهبة، كانت الأستاذة كوثر النعيم حسن النعيم مرشح الاتحادي الديمقراطي الأصل قائمة المرأة المجلس الوطني ولاية نهر النيل، تحمل مشروعات خدمية عديدة ليس لأنها حرم رجل الأعمال المعروف «صلاح إدريس» رئيس نادي الهلال السوداني فحسب، بل لأنها امرأة مُصادمة ولها مسيرة طويلة مع العمل الإداري منذ تخرجها في كلية الاقتصاد والإدارة من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وهي الآن تتطلع لنيل الدكتوراة في التخطيط الاستراتيجي للمنشآت الصناعية «النجاح والانهيار» وإفادات أخرى نطالعها في هذه المقابلة: *أنا أحدث عضو بالاتحادي وثقتي بالفوز كبيرة: -لم تكن الأستاذة كوثر النعيم من رائدات المنابر السياسية كما تقول سيرتها الذاتية حسب إفاداتها ل«آخر لحظة» وكل ما في الأمر أنها تقلدت منصب نائب رئيس اتحاد الطلاب الاتحاديين بالمرحلة الثانوية ببورتسودان ولكن زواجها المبكر من الأستاذ صلاح إدريس عجل برحيلها إلى المملكة العربية السعودية وهي في السنة الثانية ثانوي فأكملت تعليمها بجدة ونالت الشهادة العربية، بل وتناست أمر السياسة تماماً حتى تخرجها من جامعة الملك عبد العزيز حيث عملت بعدها مديراً لمستشفى المستقبل بجدة 200-2006 الأمر الذي جعل قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي يتصلون بها ويطلبون منها الانضمام مجدداً لهم وجاءت رياح ذلك عكس أمانيهم عند قدوم الأستاذة كوثر النعيم إلى الخرطوم وتم استيعابها بالمؤتمر الوطني ناشطة في ردهات الشباب ولكن تمردها على الواقع جعلها تنسلخ منه وهي تقول في ذلك «كان انضمامي للوطني على أساس الإصلاح والتغيير أو ما يعرف بالدماء الجديدة ولكن وجدت الوضع غير ذلك».. عندها تحرك الاتحاديون وتم استيعابها عضواً بالحزب والدفع بها مباشرة مرشحة للمجلس الوطني بالدوائر القومية ولاية نهر النيل كأحدث عضو بالحزب وبالفعل لم تتردد في ذلك تدفعها نصيحة زوجها صلاح إدريس «الاتحاديون هم أصحاب الحق» على خلفية أن جدها لأبيها هو خليفة السادة المراغنة وكذلك جدها لأمها الذي تحتفظ بكل آثاره بما فيها العصا والإبريق الذي تجاوز عمره 120 عاماً.. بل زادت كوثر بأنها تحتفظ بأكثر من «60» عصا قبل ترشحها للانتخابات جميعها كانت هدايا لزوجها صلاح إدريس من داخل وخارج السودان مؤكدة أن سر تعلقها بالعصا قديم بجانب هواية جمع العملات المالية العالمية. *المرأة والطفل ودفع التنمية أبرز ملامح مشروعها الانتخابي: ذكرت الأستاذة كوثر أن ظروف حزبها قاسية جداً وأغلب المرشحين تجاوز ذلك بالعزيمة والإصرار والإنفاق على حملاتهم من حر مالهم أحياناً مستشهدة بالمعلمة التي صرفت مرتبها وذهبها الخاص لتسيير حملتها بنهر النيل، وهي نفسها أي كوثر طبعت أكثر من ألف ملصق على نفقتها لدعم حملتها الانتخابية ولكنها رغم ذلك لم تتجاوز التكلفة أربعة ألف جنيه لأن لديها موظفين تعمل لهم ألف حساب، وكذلك العمل على تحقيق الضمان الاجتماعي بولاية نهر النيل وتوفير وظائف للشباب والمواطنين عبر إنشاء المصانع المحلية للتعليب والفاكهة، باعتبار أن الولاية تتميز بالخصوبة وتوفر المياه ولكن وضعها مؤلم جداً وقد أنجبت أبرز الشخصيات في مختلف المجالات، ولكن تظل مشكلة نهر النيل والسودان هي عدم وجود تخطيط استراتيجي علمي وفيما يتعلق بانشغالها بإدارة أعمالها والعمل البرلماني قالت كوثر إنه لا يتعارض إذا توفر المال، وقد أخذت الدرس من زوجها الذي تميز بأكثر من صفة ووفِّق فيها باقتدار.